أحالت فرقة الشرطة القضائية لأمن الحي الحسني عين الشق على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف، نهاية الأسبوع الفارط، أربعة أشخاص بتهمة «تكوين عصابة إجرامية، محاولات القتل، السرقات الموصوفة بجنايات، السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض والضرب والجرح بواسطته والسرقات بالخطف باستعمال ناقلات ذات محرك والمشاركة»، وذلك بعد اعتقال الفاعلين الرئيسين اللذين دلا على شريكيهما المنحصر دورهما في تصريف المسروقات. تحركات عناصر الشرطة جاءت بناء على شكايات لأشخاص من الجنسين تعرضوا لسرقات بالخطف أو تحت التهديد بالسلاح الأبيض مع الضرب والجرح الخطيرين من طرف شخصين يستعملان دراجة نارية ذات محركات سريعة (هوندا إس أش)، حيث يتم سلبهم ما بحوزتهم من هواتف نقالة أو حواسيب محمولة أو آلات تصوير رقمية وساعات ... إلخ، كما أن بعضهم تعرض للضرب والجرح بواسطة أسلحة بيضاء. على ضوء تصريحات الضحايا عملت عناصر الفرقة المذكورة، على تكثيف تحرياتها وتمكنت من تحديد أوصافهما فتم نصب كمين لهما ليلقى عليهما القبض، فتبين أن نشاطهما الإجرامي طال عددا من المناطق ك ( حي كاليفورنيا السوق التجاري مرجان حي الشريفة - شارع القدس مدارة أولاد سعيد النواصر شارع 2 مارس و شارع محمد السادس)، ويتعلق الأمر ب «س . ا» الملقب بعلي زاوا من مواليد 1986 عازب وعاطل عن العمل، وهو من ذوي السوابق في مجال السرقة، وشريكه «م.ز» الملقب بكاليميرو، وهو من مواليد 1987 ولايزال يتابع دراسته. الاستماع إلى السارقين اللذين اعترفا بالمنسوب إليهما، مكن من وضع اليد على الشريك الثالث المسمى «ح.ب» من مواليد 1985 ومهنته مساعد تاجر، الذي يتوفر على محل لبيع الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة بدرب غلف، والذي كان يسهل من مأموريتهما للتخلص من المسروقات دون عناء البحث عن مشتر لها، فكان يخصص لهما مبالغ مالية عن كل نوع منها، بل صار موجها لعملياتهما ويحدد لهما أماكن السرقة التي يمكن أن يظفرا خلالها بأجود الهواتف والحواسيب، هاته الأخيرة التي بلغ عددها 15 حاسوبا والعشرات من الهواتف النقالة وآلات التصوير الرقمية والكاميرات وعدد من الساعات اليدوية إضافة إلى مبالغ مالية، ومن ضمنها مبلغ 16 ألف درهم و 14 هاتفا نقالا قاما بسرقتها بإرشاد من شريكهما البائع، الذي دلهما على أوصاف تاجر بسوق درب غلف، فتربصا له إلى إن غادر السوق مساء نحو منزله قبل أن يعترضا سبيله فهاجمه «علي زاوا» الذي أمام مقاومة التاجر قام بطعنه بواسطة سكين على مستوى الوجه، واستولى على الكيس البلاستيكي وفرا هاربين. استعمال العنف طال كذلك شخصا من جنسية إيفوارية كان متوقفا ذات يوم بحي المستقبل بسيدي معروف ينتظر قدوم وسيلة نقل وهو يحمل على كتفه محفظة لحاسوب أثارت انتباه السارقين فتوجها نحوه وحاول نفس الشخص سرقته، إلا أنه وأمام مقاومة الضحية وجه إليه طعنات متعددة إلى أنحاء مختلفة من جسمه وفر هاربا دون التمكن من اقتراف السرقة. اعترافات الشريك الثالث جاءت مؤكدة لتصريحات السارقين، وأضاف بأنه كان يبيع المسروق إلى شخص ينحدر من مدينة أخرى مخافة عرضها للبيع بدرب غلف لكي لايكتشف أمره، ودل على شخص رابع قام ببيعه بعض الحواسيب، ويتعلق الأمر بالمسمى « م.ش » من مواليد 1978 متزوج ومهنته تاجر، الذي أكد بعد إيقافه أنه بالفعل يتاجر في الحواسيب المحمولة ويقوم أيضا بإصلاحها وقد اقتنى مجموعة من الحواسيب المحمولة من «ح.ب» على أنها تخص زبناء له يعرضونها للبيع. عناصر الشرطة القضائية وأثناء إيقافها لأفراد العصابة تمكنت من حجز الدراجة المستعملة في السرقة إضافة إلى مجموعة من الحواسيب والهواتف النقالة وبعض المسروقات الأخرى التي استطاع أفراد العصابة التحصل عليها بعد اقترافهم لسلسلة السرقات، هذا وقد خلف تفكيك هذه العصابة استحسانا في أوساط السكان والضحايا على وجه الخصوص.