أحالت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن أنفا بالدارالبيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، متهمين بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة، على الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء.وتوبع المتهمان (ي.ب)، 21 عاما، و(ي.ل)، 24 عاما، من ذوي السوابق القضائية، بتهم "تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة بجناية الاختطاف والاحتجاز، والاغتصاب الجماعي، ومحاولة الاغتصاب، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض". وأصدرت مصلحة الشرطة القضائية المذكورة، مذكرات بحث على الصعيد الوطني في حق متهمين آخرين، شريكين للظنينين، ويشكلان باقي أعضاء العصابة. وتوصلت عناصر الفرقة الخامسة التابعة للشرطة القضائية بولاية الأمن، التي تولت التحقيق واعتقال المتهمين، إلى أفراد العصابة التي وصفت ب "الخطيرة"، بعد الاتصال الذي توصلت به مصلحة المداومة، يوم 27 من شهر شتنبر الماضي، في حدود الواحدة والنصف ليلا، يفيد بضرورة الانتقال إلى ما يعرف بمدار الصخرة السوداء، بملتقى عبد الرحمان وطريق أزمور، بعد تعرض خمسة أشخاص (3 بنات وشابان) لاعتداء وسرقة بالعنف، ومحاولة الاغتصاب على أيدي أربعة منحرفين، كانوا يتربصون لهم بالشارع المذكور. انتقلت عناصر الفرقة السياحية، وعناصر الفرقة الجنائية الولائية، وعناصر الشرطة القضائية إلى عين المكان، حيث وجدوا بعد المعاينة الأولية أن الضحايا الخمسة، كانوا من مستعملي الطريق المذكور، وتوقفوا للحظة قبل أن يفاجأوا بهجوم عنيف من طرف أربعة منحرفين، أشهروا في وجوههم الأسلحة البيضاء، وهددوهم وأمروهم بتسليم ما بحوزتهم من مال وهواتف محمولة وحلي، مضيفين أن اثنين منهم تمكنوا من سرقة الشابين، فيما سرق الاثنان الباقيان الحقائب اليدوية للفتيات الثلاث، وحاولا جرهن إلى مكان خال لممارسة الجنس عليهن بالقوة، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، لولا الألطاف الإلهية، التي حالت دون ذلك، قبل أن يلوذ المعتدون جميعا بالفرار. وأفادت مصادر أمنية أن عناصر الشرطة القضائية، وفور توصلها بالمحاضر المنجزة من طرف عناصر دائرة الشرطة التاسعة المداومة بمكان الحادث، فتحت، على الفور، تحقيقا معمقا في الموضوع، استمعت فيه إلى أقوال الضحايا الخمسة، إذ توصلت التحريات والأبحاث المباشرة إلى هوية عنصرين من مقترفي الاعتداء. وأضافت المصادر أن المحققين استطاعوا الوصول، أيضا، إلى صور المشتبه بهما، ويتعلق الأمر بالمتهم (ي. ل) و(ب.ه)، وهما من ذوي السوابق القضائية في الاتجار في المخدرات والسرقة الموصوفة والاغتصاب، مضيفة أن عناصر الشرطة، عرضت صور المتهمين على الضحايا الخمسة، الذين تعرفوا عليهما بسهولة، وتشبثوا بمتابعتهم. انطلقت التحريات من مكان الحادث، وقامت عناصر الشرطة بحملات تمشيطية واسعة للأماكن، التي يتردد عليها المتهمان، إضافة إلى مسكنيهما، حيث تمكنت من إيقاف المتهم (ي.ل)، بعد محاولة فرار فاشلة من قبضة الشرطة. أحيل المتهم على مصلحة الشرطة القضائية، وبعد فتح تحقيق معه، اعترف بالتهم الموجهة إليه، وبقيامه بالأفعال موضوع الشكايات، التي تقدم بها الضحايا الخمسة، مؤكدا أن هناك 3 أشخاص شاركوه في تنفيذ هذه الاعتداءات، ويتعلق الأمر بالمتهمين (ب.ه) و(س.س)، و(ي.ب). انتقلت عناصر الشرطة مع المتهم إلى بعض الأماكن، التي جرى فيها التخلص من مخلفات السرقة من داخل سيارتي الضحايا الخمسة، وحسب مصادرنا، تبين للمحققين أن أفراد العصابة يتخلصون من مخلفات السرقات بالقرب من دوار ولاد حماد. كما تمكنت عناصر الشرطة في الوقت ذاته، من إيقاف المتهم الثاني (ي.ل)، بكريان الفوزيات بسيدي عبد الرحمان. وجرى استدعاء الضحايا وتعرفوا على الظنينين، وعلى مستلزماتهم الخاصة، التي سرقها منهم المتهمان بمساعدة باقي شركائهم، وفتح تحقيق مع المتهم الثاني أكد فيه اعترافات المتهم الأول، مضيفا أن جميع أفراد العصابة اتفقوا مسبقا على اتخاذ الطريق المذكور، مركزا لتنفيذ سرقاتهم، حيث يتربصون بضحاياهم ليلا، ويعتدون عليهم بالأسلحة البيضاء قبل سرقتهم، واعترف أيضا بمحاولة اغتصاب الفتيات الثلاث، مشيرا إلى أن جميع أفراد العصابة، كانوا في حالة تخذير وقت ارتكاب الحادث، إذ تناولوا جميعا مسكر ماء الحياة "الماحيا"، قبل تنفيذ السرقة. وأثناء التحقيق معهما، تقدمت إلى المصلحة فتاة، أكدت أن أحد المقبوض عليهما، سبق أن اغتصبها رفقة شريك له، يقضي حاليا عقوبة حبسية بسجن عكاشة، بعد تهديدها بالسلاح الأبيض، كما تبين لعناصر الشرطة أن المتهم مبحوث عنه من طرف أمن الحي الحسني، على خلفية قضية الاغتصاب الجماعي للفتاة، وبعد أن أكد المتهم تصريحات الضحية، أحيل رفقة شريكه على استئنافية البيضاء بالتهم المذكورة، فيما أصدرت مذكرات بحث وإيقاف في حق باقي أعضاء العصابة.