كان نائب رئيس الجهة يوضح يوم الثلاثاء الماضي للأعضاء أسباب تأجيل الدورة إلى موعد لاحق، حيث ذكر في معرض هذا التوضيح، بأنه سيضطر الى رفع الجلسة لأن «القاضي لم يبعث للمسؤولين بالجهة بالملفات»، وكان الرجل ينوي أن يقول «القابض البلدي لم يبعث بالملفات»! فرد عليه أحد الأعضاء ساخرا «خليهم غير حتى يبداو عاد جيبلهم القاضي»! لتغوص القاعة في الضحك قبل أن يصلح النائب الأول قوله ويعتذر على فلتة لسانه. سبق للسان الرجل أن فلت فلتات سابقة، بفعل الانفعال لكن هذه المرة كان يتحدث بروية ، مما يؤشر على أن هاجس المحكمة والقضاء حاضر في المخيلة، ولا غرابة في الأمر، فالمتتبع للشأن البيضاوي يعرف الأجواء المخيمة على المجالس، والتي لا تسمع فيها سوى «فلان مشا فيها» و«علان واكل» و«الآخر كايصفيوا معاه لحساب»... خصوصا بعد أن ظهر في الواجهة ملف سوق الجملة، وهو الملف «البعبع» اليوم الذي توجد ملفاته لدى قاضيي التحقيق سرحان وداحين، وهو الورقة أيضا التي «سلسلت» معها الألسن للحديث عن مشاريع وصفقات مازالت لم تصل الى القضاء، وقد تأتي بأرجل العديد من المسؤولين، لذا فالمخيلة المنتخبة اليوم في الدارالبيضاء لا يوجد في «هُوّها » سوى القضاء والقاضي وقاضي التحقيق والوكيل العام ونائب الوكيل العام...، حتى أصبح يختلط عليك الأمر، هل أنت أمام منتخبين أم موظفين في وزارة العدل؟! ولعل رد المنتخب المتمرد الذي قال «هادوا يالاّه بداو»! فيه مافيه، وفيه أساسا ما يستوجب حضور القاضي، كما فهم الحاضرون، وبأن حضور لفظة «القاضي» ليس مجرد فلتة!