عرضت قناة «بي بي سي» يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين روبورتاجا من حلقتين حول غوانتنامو، حيث استقدمت من الولاياتالمتحدة أحد الحراس السابقين الذين اشتغلوا بالمعتقل للقاء بسجينين سابقين بذات المعتقل، شفيق رسول وروحال أحمد، وطلب العفو منهما. وهما الشخصان اللذان كانت قصتهما موضوع شريط يحمل عنوان «الطريق إلى غوانتنامو». كان براندون نيلي يشتغل حارسا بمعتقل غوانتنامو خلال الأشهر الستة الأولى لفتح أبواب المعتقل، أي ما بين يناير ويونيو 2002. وبعد ذلك، تم نقله لأداء الخدمة في العراق، لكن عندما كانت إدارة الجيش تحاول نقله من وضعه كأحد جنود الاحتياط إلى وضع جندي على أرض الميدان، لم يستجب لذلك، ورفض الرد على العديد من الرسائل التي كان يتوصل بها عبر البريد العادي والبريد الإلكتروني، إلى أن فقدت الإدارة الأمل في التحاقه بها، ليتم في يونيو 2008 إعفاؤه من الخدمة. و قال براندون، الذي يشغل حاليا منصب رئيس فرع هوستن لقدماء المحاربين بالعراق المناهضين للحرب، إنه أوضح كيف أنه عاين العديد من الأشياء الرهيبة، وقام بنفسه بارتكابها هناك ، لكنه لم يقدم على الحديث عما يحدث بغوانتنامو إلى في سنة 2008. وكان قد صرح لمنظمة «الشجاعة للمقاومة» في أكتوبر 2008 بالقول: تعرفون أنهم عندما وضعونا هناك، كانوا يزرعون في أذهاننا منذ اليوم الأول: ‹إن هؤلاء هم أكثر الأشرار سوءا، إنهم هم الذين دبروا هجمات الحادي عشر من شتنبر». وأضاف أنه عندما وصلت أول دفعة من السجناء إلى المعتقل «تحدثت إلى بعض أولئك المعتقلين ? وكان من بينهم الكثير من الشباب ? وكان بعضهم يبدون أناسا عاديين». والمثير في لقاء براندون بشفيق وروحال أن تم عبر الإنترنت، وبالضبط عبر شبكة الفيسبوك، حيث بحث براندوم عن شفيق، وما إن وجده حتى بعث إليه رسالة إلكترونية معتذرا عما بدر منه من سوء معاملة في حقه وفي حق بقية السجناء عندما كانوا بالمعتقل. لتتدخل بعد ذلك هيأة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» لتنظيم القاء وجمع الجلاد بسجينيه. ولقد علم مراسل «بي بي سي»، غافين لي، عن رسالة الاعتذار ورأى أن الأمر حدث غير معتاد، فاتصل بنفس الطريقة، أي عبر شبك فيسبوك، ببراندون، وسأله إن كان لا يمانع في لقاء سجينيه السابقين وجها لوجه. قال مراسل «بي بي سي»: «لقد فكر براندون لوهلة، ثم قال: ‹أنا أتوق لذلك، أود أن أعتذر وجها لوجه›.» وتطلب الأمر عدة أشهر من الإعداد قبل تنظيم اللقاء، ولم يكن ‹رسول› واثقا من أن ذلك سيتم في يوم من الأيام، حتى أن بعض أفراد أسرته كانوا يقولون له: «لماذا تريد لقاء شخص من ذلك النوع. تذكر الطريقة التي عاملك بها وابتعد عنه». وأشرفت ال «بي بي سي» على استقدام براندون إلى لندن، وقامت بتسجيل اللقاء الذي جمعه بالسجينين السابقين رسول وروحال، وهما الرجلان اللذان رفعا دعوى قضائية ضد وزير الدفاع الأمريكي السابق، دونالد رامسفيلد.