تعرضت عدة مناطق زراعية إلى خسارات هامة بفعل الفيضانات وتهاطل الأمطار، غير أن الآمال لا تزال معقودة على تطور الأحوال الجوية في المناطق المتضررة خلال الأيام القريبة المقبلة. أما بالنسبة لأسعار المنتجات الفلاحية، فإنها تخضع لعدة عوامل، لعل من أبرزها احتداد دور المضاربين في ظل ظرفية متميزة بصعوبة الجني والنقل من الحقول إلى الأسواق الوطنية منها والدولية. وإلى حدود يوم 13 يناير الجاري كان المعدل الإجمالي لامتلاء السدود قد ارتفع إلى 87,3% أي ما يعادل 13 مليار و790 مليون متر مكعب، علماً بأن المصالح العمومية المكلفة بتدبير مياه السدود واصلت عملية تفريغ السدود التي تشكل مخاطر الفيضانات مثل سد القنصرة الذي ظل إلى حدود أمس ممتلئاً بنسبة 100% رغم أن عمليات التفريغ حولت واد بهت إلى خطر يمكن أن تتسع أضراره لتشمل مناطق أخرى، بالإضافة إلى ضواحي القنيطرة التي تحول سكان العديد من دواويرها إلى منكوبين، ومثل سد الوحدة الذي أسفرت عملية التفريغ عن الحد من مخاطره، ومع ذلك ارتفع معدل امتلائه من 96,8% أي ما يعادل 3592,3 مليون متر مكعب المسجلة يوم الثلاثاء 12 يناير الجاري إلى 97,8% أي ما يعادل 3 مليار و 628,9 مليون متر مكعب. في ظل هذه الأوضاع توقعت مصالح الأرصاد الجوية تهاطل المزيد من الأمطار في المناطق التي تغذي مياهها السدين السالفين الذكر، وبذلك ارتبطت المصالح الحيوية لسكان الغرب واللكوس بالتحولات المرتقبة لأحوال الطقسو وصارت كل الآمال معقودة على بزوغ الشمس وتوقف تهاطل الأمطار. واستناداً إلى مصادر مأذونة من معامل كوزيمار، فإن البرك المائية الناتجة عن الأمطار غطت وأتلفت حوالي 400 هكتار من مزارع الشمندر، في حين أن 200 هكتار تواجه مخاطر الفيضان المؤقت. وبصفة عامة، فإن حوالي 1800 هكتار من حقول الشمندر مغمورة بالمياه، وهذا المجموع مقسم على الغرب بحوالي 1040 هكتارا والباقي بحوض اللكوس، غير أن نفس المصادر أكدت أن مستوى الأمطار المتهاطلة خلال الموسم الجاري تقل عن النسبة المسجلة في الموسم السابق، إذ نزلت في الغرب من 493 ميلمترا (ملم) إلى 424 ملم، وفي اللكوس من 697 إلى 537 ملم، وخلصت إلى أنه يصعب الآن التكهن بمستوى المحصول علماً بأن المساحات المزروعة بالغرب تشمل 8500 هكتار من الشمندر و3700 هكتار من القصب، في حين أن حصة اللكوس تصل إلى 5500 هكتار من الشمندر و 580 هكتاار من القصب، أما بالنسبة للجودة فالمأمل هو أن يزيد معدل الإنتاج في مجموع المساحات المزروعة البالغة 15 ألف هكتار عن 45 طنا في الهكتار. هذه المعطيات أكدها فلاحون بالمنطقة، ولاحظوا أن الفيضانات تسببت في قطع الطريق البرية والسككية بين سيدي قاسم وبلقصيري، وفي غمر حوالي 1000 هكتار بمياه الأمطار، وإذا استمرت مخاطر فيضان واد سبو بفعل امتلاء سد الوحدة، فإن الامال معقودة على تحسن الأحوال الجوية لتحقيق محصول جيد، بالرغم من أن ارتفاع أسعار الأسمدة الآزوطية من ما بين 210 و 220 درهما للقنطار إلى 270 درهما للقنطار يحد من قدرات الفلاحين على مواجهة متطلبات إنقاد محاصيلهم الزراعية وخاصة منها الحبوب.