التعزيزات الأمنية المكثفة، الحضور الجماهيري الكبير، غياب مجموعة عناصر أساسية خاصة في الجانب الرجاوي كلها عوامل أرخت بظلالها على أجواء اللقاء الذي انطلق باتخاذ الطرفين الحيطة والحذر وفرض الحراسة الفردية على مهاجمي الفريقين، وعدم ترك المساحات الفارغة. ومرة أخرى يغلب الهاجس الدفاعي على الفريق الزموري بتواجد بعلا وسط المدافعين الرجاويين، في المقابل اعتماد الرجاء على ثلاثي الهجوم، نكم، نجدي والعلودي والتركيز على هذا الأخير في الجهة اليمنى. ومع مرور الوقت أمسك الاتحاد شيئا ما بزمام المقابلة، وأتيحت فرصتان لحموني وثالثة للمرابط، إلا أن محاولات المحليين لم تكن ذات فعالية في انتظار الدقيقة 36، حيث السليماني يمرر من الجهة اليمنى نحو نجدي وبذكاء يستغل تهاون أيت عبد الواحد والحارس بادة ليسجل بضربة رأسية. د 38 لمرابط يمرر بتركيز والحارس الحظ يبعد الكرة للزاوية، د44 خطأ مشترك لأيت عبد الواحد يستغله نجدي الذي ينفرد بالحارس، لكن هذا الأخير ينقذ مرماه. الجولة الثانية عرفت بدايتها تبادلا للحملات، ولإعطاء نفس ودعم لمجموعته أدخل المدرب أرينا جموح وفتحي مكان بعلا والمرابط، إلا أن أسلوب لعب الاتحاد وطريقة أدائه غلب عليه انعدام الفعالية، عدم التركيز، اندفاع عشوائي، في المقابل كان الزوار أكثر تنظيما وتحكما في مجريات اللقاء مع نجاح الرجاء في التصدي وإفشال محاولات الزموريين. ومع مرور الوقت ازداد ارتباك المحليين، وبالتالي العجز الكلي عن الوصول لمرمى الرجاء، وفي الوقت الإضافي نجدي يهدر فرصة سانحة للتسجيل. نهاية اللقاء تميزت بأجواء مكهربة وتوتر الأعصاب في الجانب الزموري واحتجاجات على المدرب وعلى المكتب المسير وعلى رأسه الرئيس الذي يستقدم عناصر «فابور» واللاعبين الذين كانوا صراحة مسلوبي الإرادة والذين لعبوا بمستوى لا يمكن بواسطته مسايرة إيقاع البطولة، وبالتالي البقاء بقسم الكبار، سواء المتمرسين أو الشبان والمجلوبين؟!! كلشي عيان. وعزز فرق الرجاء، بعد هذا الانتصار رصيده في سبور الترتيب، حيث انفرد بالرتبة الثالثة، بفارق ست نقط عن صاحبي الريادة، الدفاع الجديدي و الوداد البيضاوي، فيما تجمد رصيد الزموريين عند سقف 13 نقطة، جعلتهم يحتلون الرتبة 13. وهذه هي الهزيمة السادسة لفارس زمور، مقابل ثلاثة انتصارات وخمسة تعادلات، مما يؤكد أن أحوال الفريق تزداد سوءا، وبالتالي فإن المطلب الملح هو التخلص من هذا التواضع، الذي يبدو أنه سيكون قدر الفريق للموسم الثاني على التوالي، بعدما شكل في السنة قبل الماضية معادلة صعبة،وكان قريبا من إنهاء الموسم بطلا لأول مرة في مشواره الرياضي. وساهمت النتائج السلبية التي يحققها الفريق في ارتفاع مخاوف جماهير الاتحاد، حيث يلاحظ أن الأجواء الداخلية لا تبدو على ما يرام، ذلك أن الخطة، التي يعتمدها المدرب أرينا يغلب عليها الهاجس الدفاعي، والذي يصبح ضرورة ملحة، في ظل عدم التوفر على قطع الغيار اللازمة بالقدر الكافي. ينضاف إلى كل هذا تواضع عطاء اللاعبين الأفارقة، فيما لم تقدم العناصر المجلوبة ما كان منتظرا منها، فضلا عن أن عطاء بعض المتمرسين تقلص، وحتى الانتدابات التي يتم التخطيط لها لن تكون فعالة، لأن المسؤول الأول عن الفريق تعود على جلب لاعبين بإمكانيات محدودة.