نجح المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في العودة بنقطة التعادل من ياوندي حيث نازل بعد ظهر أمس الأحد بملعب أحمادو أحيدجو نظيره الكاميروني, برسم الجولة الثانية من إقصائيات المجموعة الأولى المؤهلة إلى نهائيات كأسي إفريقيا للأمم والعالم 2010, المقررة بأنغولا وجنوب إفريقيا, وهي نتيجة تعتبر مشجعة لمواصلة مشوار الإقصائيات. فبعد الهزيمة غير المنتظرة أمام منتخب الغابون (2-1) بالدار البيضاء في الجولة الأولى كان بإمكان النخبة المغربية وبقليل من المجازفة, خاصة على مستوى الهجوم الذي اعتمد فيه فقط على يوسف حجي ومنير الحمداوي, العودة بأكثر من نقطة التعادل أمام منتخب كاميروني فقد الكثير من مقوماته وبريقه وبدا عاديا على الرغم من تواجد أسماء كبيرة ووازنة كإيطو وجيريمي وسونغ وإيمانا وكاميني.
فقد كانت بداية اللقاء بطيئة غلب عليها طابع الحيطة والحذر من الجانبين وتمركزت خلالها الكرة في وسط الميدان إلى غاية الدقيقة الرابعة التي عرفت تسجيل أول محاولة حقيقية لافتتاح حصة التسجيل وكانت عن طريق الظهير الأيمن للمنتخب المغربي, ميكايل بصير, الذي سدد بقوة غير أن العارضة نابت عن الحارس إدريس كاميني في رد الكرة.
وإذا كانت هذه المحاولة قد أعطت شحنة معنوية كبيرة لعناصر المنتخب المغربي وخاصة اللاعبين الجدد, الذين يختبرون لأول مرة الأجواء والطقوس الإفريقية, فإنها على النقيض من ذلك خلخلت وبشكل كبير دفاع منتخب الكاميرون وكادت تتوج أربع دقائق بعد ذلك (د 8) بأول أهداف المباراة بعد سوء تفاهم بين قطب الدفاع والعميد سونغ والحارس إدريس كاميني على إثر حملة مضادة قادها يوسف حجي ومنير الحمداوي.
وانتظر الجميع إلى غاية الدقيقة 13 ليعاين أول محاولة كاميرونية وكان من ورائها اللاعب إيمانا الذي سدد بقوة لكن الكرة علت العارضة بسنتمترات قليلة.
ومباشرة بعد هذه المحاولة عاد الهدوء ليفرض نفسه سيد الموقف بعدما آثر كل منتخب ترك المجازفة جانبا والتراجع إلى الخلف وتعزيز الدفاع ووسط الميدان تفاديا لاستقبال هدف قد يجهض أحلام منتخبين منيا في الجولة الأولى بخسارة ربما اعتبرت, بالنظر لقيمتهما وتاريخهما مفاجئة.
إذا كان الشوط الأول من المباراة قد انطلق بتحركات هجومية من الطرفين (د 4 و8 و13) فإنه انتهى أيضا على نفس الإيقاع بعد محاولتين , الأولى كاميرونية (د 38) وكان من ورائها وومي, العائد بعد اعتزال اضطراري إثر إهداره لضربة جزاء أمام منتخب مصر كانت سببا في غياب "الأسود غير المروضة" عن مونديال 2006, والثانية مغربية (د 40) أهدرها الحمداوي بعد تسديدة خارج الإطار
ومع بداية الشوط الثاني رفع المنتخبان من إيقاعهما وتبادلا الهجومات المضادة حيث بدا أن نتيجة المباراة يمكن أن تتغير في أي لحظة لفائدة هذا الفريق أو ذاك.
وكما في الشوط الأول بادر المنتخب الكاميروني إلى الهجوم الذي كانت تنقصه الفعالية , فيما كانت العناصر الوطنية تستغل المساحات الفارغة التي كان يتركها الخصم وهو ما كانت تخفق معه بشدة قلوب حوالي 50 ألف متفرج جاءوا لمساندة منتخب "الأسود غير المروضة".
وفي مقابل المحاولة الكاميرونية, التي تصدى لها الحارس نادر المياغري بنجاح بعدما كان وجها لوجه أمام اللاعب إيمانا, خلق المنتخب المغربي فرصتين حقيقيتين أهدرهما هداف البطولة الهولندية منير الحمداوي.
ووجد مهاجم فريق ألكمار, الذي يبدو أنه لم يتأقلم بعد مع الأجواء الإفريقية, نفسه وجها لوجه مع الحارس الكاميروني في مناسبتين حيث تلقى خلالهما الكرة من رجل يوسف حجي لكنه لم يستغلهما بالشكل المطلوب (د 64 و71).
وأهدر المنتخب المغربي بتعادله في هذا اللقاء الهام والحاسم فرصة إنعاش حظوظه أكثر في المنافسة من أجل بلوغ العرس الكروي العالمي وبالتالي تسجيل أول فوز له على نظيره الكاميروني في تاريخ المواجهات بينهما.
وظل المنتخب المغربي بعد هذا التعادل في المركز الثالث برصيد نقطة واحدة إلى جانب المنتخب الكاميروني, في الوقت الذي عزز فيه منتخب الغابون (المتصدر ب 6 نقط) آماله في بلوغ نهائيات كأس العالم لأول مرة في مشواره الرياضي بتحقيقه أمس السبت في ليبروفيل فوزه الثاني على التوالي وكان على حساب منتخب الطوغو (الثاني ب 3 نقط) بحصة لاتقبل الجدل 3-0.