“لأن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان، أطلقت منظمات وككل عام حملة ال16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة التي تبدأ من 25 نونبر وهو اليوم العالمي للقضاء على #العنف_ضد_المرأة إلى 10 يناير، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ومن منطلق دورنا سنعمل سويا على الحد من هذه الظاهرة وتحقيق المساواة للمرأة” هناء عسلي رئيسة مؤسسة السمارة تعريف العنف ضد المرأة؟ يعرّف إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، العنف ضد المرأة كالتالي: “أي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.” وفي المبدأ، فان العنف القائم على نوع الجنس يمكن أن يحدث لأي شخص، وفي أي مكان، مع وجود فئات معينة من النساء أكثر تهميشاَ وضعفاَ، وبالتالي اكثر عرضة للخطر من غيرهن، على سبيل المثال، الفتيات والنساء المسنات. تؤثر العواقب السلبية المترتبة على العنف ضد المرأة والفتاة على الصحة النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل الحياة. وأمام هذا الواقع الذي ما زال يشكل حاجزاً في سبيل تحقيق المساواة واستيفاء الحقوق الإنسانية كاملة من دون تمييز للمرأة والفتاة، على وجه الإجمال، واكبت مؤسسة السمارة الحملة على مدى 15 يوماً من النشاط ضد العنف اللاحق بالمرأة بهدف توعية النساء بالسمارة حول هذه الظاهرة. العنف ضد المرأة بالمغرب وحسب أرقام ومعطيات صادرة عن شبكة الرابطة “إنجاد ضد عنف النوع” و”شبكة نساء متضامنات”، أشار إلى ارتفاع ملحوظ في حالات العنف خلال العام 2018، عبر إحصائيات دقيقة لنوع العنف الذي تعرضن له النساء، فقد سجلت سنة 2018 تعرض 2475 امرأة للعنف، وسجلت 12233 حالة عنف، و1610 قضايا أخرى، فيما ارتفعت حالات العنف مقارنة بعام 2017 الذي سجل فيه 10559 حالة، منها -حسب مؤسسة السمارة- 179 محضر متعلق بالعنف ضد المرأة، كلها بمدينة السمارة. وتشير المعطيات إلى أن حالات العنف خلال 2018 تنوعت ما بين القتل والضرب والجرح والاغتصاب والإجهاض القسري، وصولا إلى الإجبار على تعاطي المخدرات أو ممارسة الدعارة. وأشار التقرير إلى أن 48.95 % من عدد حالات العنف المسجلة تتعلق بالعنف النفسي، في مقابل 24.42 % عنف اقتصادي، و15.17 %عنف جسدي، فيما بلغت نسبة العنف القانوني 6.78 % وحوالي 4.68 %عنف جنسي. كما سجل أيضا 180 حالة للاغتصاب الزوجي، و86 حالة تحرش جنسي، و83 حالة اغتصاب، و14 حالة زنا المحارم، وتسع حالات للإجبار على الدعارة، وحالة قتل واحدة، و1102 حالة للضرب والجرح، و167 حالة للضرب والجرح بواسطة سلاح، و43 محاولة للقتل، و56 حالة إجبار على تناول المخدرات والكحول، ناهيك عن 24 حالة اختطاف، و14 حالة حرق، و11 حالة للإجهاض القسري، وثماني حالات لإحداث إعاقة دائمة. وسجل التقرير 1483 حالة من السب والتجريح، و1455 حالة لسوء المعاملة، و726 حالة إهانة واحتقار، و353 حالة تهديد بالطلاق، و291 حالة هجر، و284 حالة تغيب اختياري للزوج، وكذلك 282 حالة تهديد بالقتل، و267 حالة تهديد بالطرد من بيت الزوجية، مع تسجيل 143 حالة اتهام بالخيانة الزوجية، و139 حالة منع من الزيارة لأهل الزوجة، مقابل 87 حالة تهديد، و70 حالة عنف معلوماتي، و52 حالة للضغط من أجل التعدد، و30 حالة حرمان من الأمومة. 90 % من الضحايا لا يقدمن شكاوى بحسب ما تناولته الصحف المحلية المغربية، منها “اليوم 24″، أشار آخر تقرير رسمي أصدرته الحكومة في أبريل الماضي، إلى أن معدل انتشار العنف ضد النساء يصل إلى 54.4 %. وبحسب الدراسة الصادرة عن وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية سجلت أعلى نسب العنف وسط النساء المتزوجات. وأشارت إلى أن نحو 90 % من الضحايا لا يقدمن شكاوى. وتعد النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و29 سنة الأكثر عرضة للعنف بمعدل 59.8%. اقرأ أيضا: سباق "الصحراوية".. عندما تصبح الرياضة فاعلا أساسيا في المبادرات التضامنية ملاحف لماذا "مَلاَحِف" ؟ الإسم متداول بالصحراء للزي النسائي "الملحف" وجمعه "الملاحف" والتي تزخر بها المنطقة، ويعد ثيمة للمرأة الصحراوية بحيث يضفي هذا اللباس جمالا ورونقا على المرأة المحلية، ويتواجد بأصناف متعددة وألوان وزركشات مختلفة. واختير اسم "ملاحف" للمشروع ليعكس جمال المرأة، باعتبارها المعنية الأولى وكهدف تحاول فيه هذه المرأة ارتداء العِلم للوصول إلى حقوقها وتطوير مهاراتها. وانطلقت النسخة الأولى من “ملاحف” بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الثقافة من 10 إلى 25 نونبر 2019، تحت شعار “ياك تعودي عارفة اللي شورك” أي “حتى تكونِ على علم بحقوقك” في إشارة إلى المرأة بمدينة السمارة، ومن أهداف الحملة تعريف المرأة ب: 1. الاطار التشريعي للعنف ضد المرأة 2. الاطار السياسي للعنف ضد المرأة 3. إطار الحماية وإمكانية الاحتكام الى القضاء 4. خدمات الاستماع والدعم النفسي والتمكين 5. التربية على المساواة بين الجنسين 6. التربية على الجنسانية و كان التحسيس بأهمية القراءة ودورها في تعزيز وعي المرأة لأجل نبذ العنف وخلق المساواة من أهم ركائز النسخة الأولى التي وصلت لأكثر من 310 من النساء اللواتي تعرفن عبر ورشات مكثفة ومجالس للقراءة على أهم القوانين والمعلومات، من أجل تحفيزهن على معرفة حقوقهن والآليات الكفيلة بضمان كرامتهن وسبل تحقيق المساواة وخلق مجتمع واع.