بات منتخب هولندا على مشارف التأهل الى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا بفوزه الصعب وغير المقنع على نظيره الياباني 1-صفر السبت 18-06-2010 في دوربن بالجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة. جاء هدف المباراة الوحيد من توقيع نجم انترميلان الايطالي ويسلي شنايدر في الدقيقة 53. وتلعب الدنمارك والكاميرون اليوم أيضاً ضمن المجموعة ذاتها. رفعت هولندا رصيدها الى ست نقاط بعد ان كانت تغلبت على الدنمارك في الجولة الاولى 2-صفر، وبقيت اليابان عند نقاطها الثلاث الاولى من فوزها على الكاميرون 1-صفر. المنتخب الهولندي الذي قد يحجز بطاقته الى الدور الثاني رسمياً اليوم ايضاً بعد مباراة الكاميرون والدنمارك، علماً بأنه احد المرشحين لإحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخه، تخلى على ما يبدو عن أسلوبه الممتع والسريع ليرفع شعار "النتيجة قبل الأداء" بغية ضمان النتائج لتحقيق الهدف المنشود. اعتمد المدربان بيرت فان مارفييك في منتخب هولندا وتاكيشي اوكادا في منتخب اليابان على نفس العناصر التي حققت الفوز في الجولة الاولى، حيث فضل الأول ابقاء جناح بايرن ميونيخ الالماني السريع اريين روبن على مقاعد الاحتياط رغم مشاركته في الحصة التدريبية الاخيرة بالكامل. وكان روبن أصيب بتمزق عضلي مطلع الشهر الجاري في المباراة الودية التي خاضتها هولندا ضد المجر (6-1)، وتأخر عدة ايام للالتحاق بصفوف المنتخب في جنوب افريقيا. وغاب روبن عن المباراة الاولى في المونديال ضد الدنمارك. كرة أكروباتية جميلة من الهولندي كاوت الشوط الأول كان متواضع المستوى غابت عنه المهارة والجمالية، كان اسلوب كل منتخب معروفاً، فاعتمد الهولندي على ادائه المعهود بالسيطرة على الكرة لكنه عابه البطء الشديد وغياب الهدف الواضح وكأنه في حصة تدريبية يتدرب فيها اللاعبون على تمرير الكرة في وسط الملعب من دون وضع هدف لهم بالانطلاق الى الامام وتسجيل الاهداف، والياباني دخل المباراة بشكل منظم جداً وبخطوط مترابطة وهدف الى حماية منطقته مبقياً على كثافة عددية فيها، وبناء الهجمات المرتدة كلما تيسر له ذلك. بدأ منتخب هولندا هوايته المعتادة بالسيطرة على الكرة التي تنقلت مراراً وتكراراً بين معظم لاعبيه خصوصاً في وسط الملعب لكن لدقائق معدودة قبل ان ينتقل المنتخب الياباني من حالة الحذر الى مجاراة منافسه في الهجمات. المحاولة الاولى باتجاه أحد المرميين كانت هولندية حين نفذ ويسلي شنايدر كرة من ركلة حرة مرت عالية قليلاً عن مرمى ايجي كواشيما (9)، لكن اليابان انطلقت بهجمة سريعة أكدت من خلالها قدرتها على الوصول الى المنطقة المقابلة بسهولة فتهيأت كرة أمام ناغاتومو سددها على يسار المرمى مباشرة (12). جلس الحارسان متفرجين على زملائهما يركضون ذهاباً وإياباً في طول الملعب وعرضه من دون حتى اي محاولة تذكر على المرميين، فكان الاداء الهولندي بطيئاً تقليدياً ورتيباً من دون مهارة في التمرير الى الامام ما سهّل المهمة على اليابانيين لإبعاد اي خطر محتمل. مرّ نصف الساعة الأول والإيقاع على وتيرة واحدة، سيطرة هولندية شبه مطلقة على الكرة مع بطء واضح في التحرك والتمريرات التي نال وسط الملعب القسط الاكبر منها، وتنظيم دفاعي ياباني مع رقابة وضغط على حامل الكرة في خطة محكمة لعدم اتاحة المجال للهولنديين للتحرك كما يريدون. عدم الفعالية الهولندية شجعت اليابانيين على الانطلاق لتهديد مرمى مارتن ستيكلنبورغ الذي تدخل لالتقاط كرة من دايسوكي ماتسوي في الدقيقة 38، وهي إحدى المحاولات النادرة لليابان منذ بداية المباراة. ازدادت وتيرة الايقاع بطئاً مع مرور الدقائق، مع عجز فان برونكهورست وفان بومل وشنايدر وفان در فارت وفان بيرسي وكاوت عن تشكيل اي خطورة على المرمى الياباني، حتى إن الكرة المباشرة على المرمى كانت في الوقت بدل الضائع إثر تسديدة لرافايل فان در فارت من الجهة اليمنى لكن الحارس كاواشيما سيطر عليها بسهولة. اندفاع الهولنديين الى الهجوم منذ بداية الشوط الثاني خصوصاً عبر الاطراف من دون الإكثار من التمريرات غير المجدية في وسط الملعب كان واضحاً، ويؤشر الى تعليمات واضحة تلقوها من المدرب الهولندي بيرت فان مارفييك في استراحة الشوطين الذي لاشك انه لاحظ عقب أداء منتخبه طوال ال45 دقيقة الاولى. مسلسل الفرص بدأ حين انطلق جيوفاني فان برونكهورست من الجهة اليسرى ومرر كرة ارتقى لها فان بيرسي وتابعها برأسه سيطر عليها كاواشيما (48). اقترب الهولنديون اكثر من المنطقة اليابانية المحرمة فاقترب الهدف حين مرر فان برونكهورست كرة ايضاً من الجهة اليسرى ابعدها توليو تاناكا برأسه وصلت الى فان بيرسي الذي حضرها الى ويسلي شنايدر أطلقها من خارج المنطقة قوية باتجاه الزاوية اليمنى طار لها كاواشيما لإبعادها فامتصها في قبضتيه لكنها تحولت واستقرت في الزاوية المقابلة (53). انقلبت الأدوار وبادر اليابانيون الى المبادرة للهجوم فانطلق ياسوهيتو اوكوبو بالكرة وقام بمجهود فريدي ثم أرسلها مباغتة سيطر عليها ستيكلنبورغ (56)، اتبعها اوكوبو ايضاً بكرة ثانية بعد دقيقة واحدة ايضاً علت العارضة. كان اوكوبو مصدر الخطر المتواصل على المرمى الهولندي حين أطلق كرة قوية مرت على يسار المرمى (64). دفع المدرب اوكادا بلاعب الخبرة شونسوكي ناكامورا بدلاً من دايسوكي ماتسوي لمحاولة قلب الموازين، فضغطت اليابان أكثر واضطر المدافع غريغوري فان در فيل الى تشغيل مخيلته لإبعاد كرة الى ركنية قبل ان تصل الى كيسوكي هوندا إثر هجمة مرتدة (70). أشرك فان مارفيك ايلييرو ايليا نجم هامبورغ الالماني بدلاً من فان در فارت تماماً كما فعل في المباراة الاولى أمام الدنمارك وكأنه أراد إعادة كتابة السيناريو ذاته بخطف هدف ثان وسط محاولات اليابانيين لادراك التعادل. لعب اوكادا جميع اوراقه الهجومية بإشراك شينجي اوكازاكي وكيجي تامادا بدلاً من ماكوتو هاسيبي وياسوهيتو اوكوبو على التوالي في ربع الساعة الأخير. حرم كاواشيما الهولنديين من تسجيل هدف ثانٍ حين انطلق ابراهيم افيلاي بديل شنايدر بكرة من الجهة اليسرى اثر هجمة مرتدة مخترقا المنطقة ومتجها للانفراد بالمرمى لكن الحارس تصدى له لحظة تسديد الكرة (85). تكرر المشهد تماماً بعد ثلاث دقائق اثر انطلاقة من افيلاي من الجهة اليسرى ايضاً اذ إن الحارس ابعد كرته لكنها هذه المرة بقيت في منطقة الخطر فكاد تاناكا يحولها داخل الشباك وهو يحاول تشتيتها. الثواني الاولى من الوقت بدل الضائع كادت تحمل الخبر السار لليابانيين اثر كرة من داخل المنطقة سددها اوكازاكي بمضايقة المدافع يوريس ماتييسن لكنها علت العارضة.