من بين الأفلام التي عرضت ضمن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة/ المغرب، و الذي انعقد أيام، 1 و 2 و 3 أكتوبر 2009 الفيلم الفلسطيني "جدل" 26 دقيقة لمخرجه المتميز فايق جرادة ، فهو فيلم يتناول جملة من التيمات والمواضيع الشائكة في المجتمع الفلسطيني ومن جملتها تيمة المعيش اليومي لكل فلسطيني يعيش في قطاع عزة، فغزة تعتبر " سجنا " بالنسبة للبعض ولكن هي في العمق قوية بصمودها وبرجالاتها، الفيلم على العموم يحيط ويلمس بعضا من الجوانب الفنية والثقافية والإبداعية التي يعيشها الإنسان الغزاوي يوميا، فبالرغم من الإحباط الذي يعيشه المثقف هناك فهو قوي بعزته وكرامته. ولعل الشهادات الحية لفنانين ومثقفين من غزة لخير " جدل " حي ومثير لشخصيات حاصلة على دبلومات وما تعيشه من وضع إنساني يثير الحزن والإحساس برهبة تحرق القلب، فهذه الشهادات هي نابعة من قلوب متألمة جريحة منذ ولادتها، وما نشاهده على الصورة وما نسمعه منها لخير معبر، فكل ذلك صار جزءا من الإنسان الغزاوي، وبالرغم من حالة الخوف و الاستسلام لذلك الإحباط الجسدي والنفسي، فإن المثير للجدل في فيلم "جدل "هو أن وضعية كل المتكلمين النفسية جد عالية رغم المرارة والفزع والخوف من الموت ومن المجهول...... إن " جدل " كعنوان للفيلم يحمل من المعاني الكثيرة ما يثير أكثر من جدل، والساحة شاهدة على ذلك ، فكما يعلم الجميع فإن الخلاف السياسي أصبح واقعا ومحاولة تجاوزه أصبحت محسوما وضروريا، وبالغرم من كل ذلك فنحن لا ننكر أن الشعب الفلسطيني هو شعب حي وموجود ثقافيا وسياسيا ..... وهو متواجد في العالم كله ومساهم بشكل حضاري في بناء المنطقة التي يتواجد فيها جغرافيا، وما الانفصال الداخلي إلا وجع أقوى وأكبر من الحرب الذي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وعلى كل الفلسطينيين: عمالا ومثقفين وفنانين..... وما دموع الأستاذ سعيد البيطار المخرج السينمائي لخير دليل على حزن الغزاوي العميق خصوصا والفلسطيني على العموم، ولمحة الأمل تظهر في صور الأطفال (= بين كل لقطات الجدل) وخاصة الذين يتعلمون ويعزفون الموسيقى.... وعنوان " جدل " هو أساس الحياة ولكن لابد من الأمل على حد تعبير مخرج الفيلم . الدكتور بوشعيب المسعودي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة