حينما تغيب الصورة من المنظومة التربوية المغربية كمادة تعليمية وتعلمية وتكوينية مستقلة هادفة الى مد التلميذ/الطالب المغربي باليات صنع وقراءة الصورة ....تبقى مجموعة من المحاولات التي تقوم بها بعض المكونات المجتمعية المدنية ذات جدوى وقيمة اساسية لانها على الاقل تعطي الفرصة لفئات عريضة من الشباب امكانية عرض منتوجهم الفني من اجل المناقشة والمشاهدة في افق خلق الخلف ..... وفي افق مد هذ الفئات من الشباب المغربي ان يدرك مدى اهمية وقيمة ان نقول مانريد قوله بالصورة ....ضمن هذا الاطار يمكن موقعة بعض المهرجانات التي تنظمها بعض الجمعيات المغربية المهووسة بثقافة الصورة ....وما مهرجان مدينة سطات الوطني الخاص بفيلم الهواة الا ذلك النموذج الذي يشق طريقه على الرغم من كل الصعوبات المادية وهو مهرجان من توقيع نادي الفن السابع بسطات والمجلس البلدي لنفس المدينة ...تجربة اصبحت مبرمجة بشكل منتظم وتسير وكما قلنا في افق ملا الفراغ الذي تشكو منه منظومتنا التربوية حيث لا تحضر الصورة في بعدها العلمي التكويني بقدر ما تحضر كاداة تعليمية ان هي حضرت بهذه الطريقة ....وهذا تحد اخر على منظومتنا التربوية ان تدخله ضمن اولوية الاولويات ...في زمن الكل محاط بالصورة وفي زمن الكل يستهلك الصورة بل في زمن عولمة مبنية على العديد من المكونات من ابرزها الصورة ان لم نقل ان هذه العولمة هي الصورة وما يدور في فلكها من اعلام ...من هذا المنطلق اريد القول ان العديد من المهرجانات الوطنية والدولية المقامة في بلادنا ساهمت في جر العديد من الباحثين والنقاد والاعلاميين والشباب وكافة المهتمين من اجل تتبع ما يجري في مجال القول بالصورة ....بل لا ابالغ ان قلت ان العديد من المهتمين طوروا تجربة اهتمامهم بالصورة من خلال هذه الفرص التي تمنحها هذه المهرجانات السينمائية المغربية ناهيك عن كونها فرصة لتصريف كتابات النقاد والاعلاميين والتعبير عن مواقفهم وافكارهم في زمن مغربي يريد ان يطور اهتمامه بكل اشكال القول الصوري /من الصورة /.....بل في زمن مغربي اخذ على عاتقه ان يمنح امكانات العمل لمن اراد ان يقدم مبادرات ثقافية وفنية .....ذات اهداف تنشيطية مبنية على سؤال القول العلمي الهادف ....الى المساهمة في تاطير المواطن المغربي تاطيرا تربويا وفنيا وثقافيا يجعله في مناى عن كل عنف او تطرف بل تجعله يؤمن بثقافة الحوار والنقاش الحضاري المبني على التعددية وعدم ترسيخ /ثقافة / البعد الواحد .....ان ثقافة الصورة ثقافة اساسية وجوهرية بل من خلالها يمكن لشبابنا خلق اجواء تحاورية وابداعية تعبيرية دالة ...هذا هو الاطار العام الذي اريد ان احدد فيه سياق هذه المهرجانات الفنية التي بدات بعض الجمعيات المغربية المهتمة بالصورة تناضل من اجل التعبير من خلالها على مجموعة من الافكار ذات البعد الثقافي والفني والانساني ...ولنا عودة لاحقة ان شاء الله من اجل تقريب القارئ الكريم الى بعض انشطة هذه الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بمدينة سطات.. سطات/الفوانيس السينمائية /د.الحبيب ناصري الفوانيس السينمائية