الممثل المغربي القدير محمد مجد..ولع خفي بالسينما يمتح مرجعيته من الحكمة وفلسفة الحياة البسيطة في سياق الاحتفاء بالربيع العربي سينمائيا، يحظي الممثل السينمائي الكبير محمد مجد بتكريم عن مجمل ما قدمه من أعمال سينمائية طيلة مشواره الفني المتفرد، في المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الأخيرة، التي تقام فعالياتها بمدينة الحمامة البيضاءتطوان. لمحمد مجد علاقة خاصة مع السينما المغربية، هو نجمها الكبير بدون منازع، حضور قوي ببصمة خاصة، في كل مرحلة من مراحل حياته الفنية يوقع مجد على عودة هائلة، هو ذا محمد مجد عنوان بارز للمثابرة والوفاء والعشق للسينما.. ولأنه لا يجسد دور الممثل التقليدي، فإن محمد مجد هو جزء من أمجاد السينما المغربية التي لا تبلى، يمنح بسخاء كل عشقه لها، محمد مجد هو عطاء للفيلم وهدية من السماء للسينما المغربية. من المسرح إلى السينما .. الاندفاع والانضباط ولد محمد مجد بمدينة الدارالبيضاء سنة1940 م .ممثل مغربي قدير ومتميز، قدم الكبير محمد مجد في مساره الفني عدة أعمال ناجحة في السينما والتلفزيون والمسرح، جعلته يعتبر من بين أجود الممثلين المغاربة على الإطلاق. وترعرع محمد مجد الفنان والإنسان في جو الغليان الذي عرفته سنوات ما بعد الاستقلال، هذا الغليان السياسي والاجتماعي والحراك الثقافي والفكري هو ما سيجلب القدير محمد مجد إلى عالم الفن وبالضبط إلى التشخيص والتمثيل، وهو نفس الغليان والحراك الذي سيؤثر بصفة حتمية على مصاره. محمد مجد، وهو الاسم القادم من عالم المسرح، منذ ستينات القرن الماضي، مع مسرح "الطبقة العاملة" ومسرح البدوي ومسرح الصديقي، واستطاع أن يفرض اسمه في القاعات السينمائية المغربية والمهرجانات الوطنية والدولية. مثل محمد مجد في أول فيلم مطول للتلفزة المغربية الناشئة، وكان ذلك إيذانا رسميا لاقتحام محمد مجد للسينما مبكرا، فيكتشفه المشاهد في فيلم "الغابة" للمخرج مجيد الرشيش سنة 1970 ، فيلم جميل زاده جمالا وبهاء التشخيص المميز لمحمد مجد ولمسته الخاصة التي تتوزع بين الاندفاع والانضباط. ثم في فيلم "بوراق" لنفس المخرج مجيد الرشيش الذي سيوقع فيه محمد مجد على طريقة عمل ستميز مساره المهني عن غيره من الممثلين. تعيده السينما إلى بريقها .. في أكثر من 80 فيلما سنوات السبعينات ستعلن كذلك بداية الاعتراف الدولي لمحمد مجد بتأدية أدوار في فيلم "الرسالة" لمصطفى العقاد، وفيلم "شهرزاد" لفيليب دوبروكا الذي سينادي عليه من بعد عدة مرات لأعمال أخرى.غير أن مجد هذا الفنان الأصيل الذي ظل وفيا لأب الفنون سرعان ما سيختفي فجأة عن السينما، ويرجع إلى حبه الأول المسرح كنوع من الرجوع إلى الأصل لفترة.ثم تعيده السينما إلى بريقها من جديد في أواسط الثمانينيات وتكتشف فيه الممارسة وتجربة الحياة والعمل المهني. لتتهاطل عليه طلبات الإنتاج الدولية، حيث سيشارك محمد مجد في أكثر من 80 فيلما. وتأتي الحركية التي ستطبع السينما المغربية في عقد التسعينيات لتلتقي مع محمد مجد في قمة عطائه، ولعل الدور المرموق والمتألق الذي سيقوم به في فيلم "علي زاوا" للمخرج نبيل عيوش سنة 1999 هو ما سيجعل منه ممثل العشرية بامتياز، اعتراف ستؤكدانه الجائزتان اللتان حصلا عليهما الرائع محمد مجد، الأولى في المهرجان الوطني بوجدة لأحسن دور رجالي في فيلم "ألف شهر" لفوزي بنسعيدي، والجائزة الثانية في مهرجان الفيلم الوطني بطنجة سنة 2005 عن دوره في فيلم "السفر الطويل" لإسماعيل الفاروخي. بعد عربي وعالمي.. لسينمائي اسمه محمد مجد كما توج محمد مجد بجوائز عن أدواره الكبيرة والمتفردة التي لا زالت عالقة في بذاكرة ووجدان محبي الفن السابع في مهرجانات سينمائية دولية، كمهرجان نانت الفرنسية عن دوره في فيلم "عود الريح" للمخرج داوود أولاد السيد، وفي مهرجان مارديل بلاطا بالأرجنتين عن الدور الذي شخصه في فيلم "السفر الطويل" ، هي إذن كلها إشارات تدل على البعد الدولي والعالمي لرجل اسمه محمد مجد واعتراف بمساره المهني في الفن السينمائي. لقد ظل العملاق محمد مجد راسخا في تاريخ السينما المغربية، بدءا من دور حميد في فيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش ، مرورا بدور التهامي في فيلم "في انتظار بازوليني" لداود أولاد السيد، ودوره الكبير في فيلم "الرحلة الكبرى" لإسماعيل فروخي، وشخصية "محمود" المثيرة في فيلم "ريح البحر" لعبد الحي العراقي، ودوره في فيلم "عود الريح" لداود أولاد السيد، مرة أخرى، وصولا إلى دوره المتميز في فيلم "نبع النسا" لرادو ميهايلانو. سعيد فردي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة