يكرم مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط السينما السورية، من خلال الاحتفاء بأربعة سينمائيين سوريين، سيحلون ضيوفا على الدورة 18 من المهرجان الذي يقام في الفترة من 24 و30 مارس الجاري، ما بين قاعتي "مسرح سينما إسبانيول" و"أبنيدا" وفضاءات وقاعات أخرى. ولأن الدورة قد اختارت أن تستحضر الربيع العربي، وما صاحبه من تحولات ومتغيرات، من خلال ندوة كبرى حول "طلائع الربيع السينمائي العربي"، يكرم المهرجان السينما التونسية في شخص شخصية سينمائية معروفة، ويتعلق الأمر بالممثل هشام رستم، عملاق السينما التونسية، وصاحب الأدوار الشهيرة، وأشهرها يوسف سلطان في فيلم "صمت القصور"، فضلا عن بطولاته الراسخة في أذهان الجماهير، كما في فيلم "صفايح من ذهب" وفيلم "السيدة"، وفيلم "المريض الإنجليزي" و"الجناح" و"العلبة السحرية" و"نادية وسارة" و"منزل صدام"...، وآخرها الفيلم المغربي "الوتر الخامس" للمخرجة المغربية سلمى بركاش. ومن مصر، يكرم المهرجان الممثل الشاب كريم عبد العزيز، سليل السينما المصرية، وابن المخرج محمد عبد العزيز، وعمه هو المخرج عمر عبد العزيز وخالته الكاتبة والممثلة سميرة محسن وخالته الثانية الكاتبة نوال مصطفى وزوج خالته هو عمر رشاد عماد رشاد. هذا الممثل الذي ولج عالم التمثيل منذ كان طفلا صغيرا، أواخر السبعينيات. ثم لمع اسم كريم عبد العزيز إلى جانب الراحل أحمد زكي، في فيلم "إضحك الصورة تطلع حلوة" (1997) وفي فيلم "عبود على الحدود، سنة 1998، وفيلم "جنون الحياة" سنة 1999، مرورا بفيلم "حرامية في تايلاند" سنة 2003، و"الباشا تلميذ" و"جاي في السريع" سنة 2004، وصولا إلى "واحد من الناس" سنة 2006، و"الخارج عن القانون "2007، و"ولاد العم" 2009، و"فاصل ونعود" سنة 2010. كما يكرم المهرجان في هذه الدورة النجمة الفرنسية ساندرين بونير، التي توجت بالسيزار، عن جائزة أفضل ممثلة شابة، وكانت كذلك، في فيلم "في نخب غرامياتنا"، للمخرج موريس بايلا، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة السيزار. حصل الفيلم على جائزة سيزار. وكان ذلك سنة 1980. وما هي إلا سنوات، حتى عادت النجمة الفرنسية لتعانق السيزار من جديد، عن فيلم "دون سقف ولا قانون"، لمخرجته أنييس فاردا، وهو الفيلم المتوج بجائزة الأسد الذهبي في وقامت ساندرين بعد ذلك بدور في فيلم المغامرات «إطلاق النار» وفي الكوميديا الرومانسية « أفضل ما في الحياة» واقترحها موريس بيالا من جديد في دور رئيس في عمل بعنوان « الشرطة» لكن سوء تفاهم بينه وبين نجمته جعله يتراجعمهرجان فينيسيا يومها. وقد أدت بونير دور الشابة المشردة "مونا" في هذا الفيلم الشيق. كما لمع حضور هذه الممثلة إلى جانب جيرار دوبارديو في فيلم "تحت شمس الشيطان"، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان. وفي 1995، كان لقاؤها الأول مع المخرج الفرنسي الراحل كلود شابرول في فيلم "الحفل" الذي أدت فيه دور خادمة "صوفي"، وعن هذا الدور القوي، توجت خلال تلك السنة بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان البندقية. ومن الضفة المتوسطية الأخرى، يكرم المخرجة الإسبانية إيسيار بوايين، والتي بدأت مسارها الفني ممثلة هي الأخرى، وكان ذلك سنة 1983، في فيلم "الجنوب"، لمخرجه فيكتور إيرسي. وبعد هذه التجربة، ستدخل بوايين عالم الإخراج السينمائي من بابه الفسيح، لتقدم لنا أفلاما رائقة، من قبيل "أهبك عيني" وفيلم "زهور من عالم آخر" و"حتى المطر"، و"ماطاهاريس"، و"السنيورة"، وأفلام أخرى، توجت في العديد من المهرجانات الدولية. ومن المغرب، سيتم تكريم كبير الممثلين المغاربة محمد مجد، صاحب الأدوار الآسرة في تاريخ السينما المغربية. هذا الفنان القادم من عالم المسرح، منذ ستينيات القرن الماضي، مع مسرح "الطبقة العاملة" ومسرح البدوي ومسرح الصديقي، استطاع أن يخلد اسمه وينحته من ذهب، في القاعات السينمائية المغربية والمهرجانات الوطنية والدولية. ليظل محمد مجد راسخا في تاريخ محبي السينما، خاصة عندما أدى دور حميد في رائعة نبيل عيوش "علي زاوا"، كما في دور التهامي، في فيلم "في انتظار بازوليني" لداود أولاد السيد، ودوره الكبير في فيلم "الرحلة الكبرى" لإسماعيل فروخي، فضلا عن شخصية "محمود" المثيرة، في فيلم "ريح البحر" لعبد الحي العراقي، ودوره في فيلم "عود الريح"، لداود أولاد السيد، مرة أخرى. وأخيرا، دوره في فيلم "نبع النسا" لرادو ميهايلانو. ومن المخرجين المغاربة، اختار المهرجان تكريم محمد إسماعيل، الذي اقترن اسمه بفيلم "وبعد"، أحد الأفلام التي لمع فيها محمد مجد، أيضا. ويأتي تكريم محمد إسماعيل، وهو ابن مدينة تطوان، في الوقت الذي يعقد فيه المهرجان ندوة عن "صورة تطوان في السينما المغربية". ويبقى محمد إسماعيل أكثر المخرجين المغاربة استلهاما من هذا الفضاء الحضاري والتاريخي والثقافي. وفضلا عن عرض كل أفلام محمد إسماعيل، منذ فيلم "أوشتام"، وفيلم "وبعد" و"هنا ولهيه" و"وداعا أمهات" و"أولاد البلاد"، فقد اختار المهرجان الفيلم الجديد لمحمد إسماعيل "الزمان العاكر"، ليكون فيلم الافتتاح في هذه الدورة، أما فيلم الاختتام، فهو فيلم "الفنان"، لميشيل هازانافيك، الذي توج بأزيد من 80 جائزة في هذه الأيام، ومن ذلك أوسكار أحسن فيلم وأحسن ممثل وأحسن مخرج في مهرجان كان، خلال دورته الأخيرة.