كشفت دراسة نشرت في مجلة "حدود العلوم الزراعية والهندسية" Frontiers of Agricultural Science and Engineering"، أن الإمداد المستمر بأسمدة الفوسفاط لقاعدة لإنتاج العالمي للأغذية يمثل أزمة وشيكة. وأفادت الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن رواسب صخور الفوسفاط، التي يعتمد عليها العالم ليست محدودة فحسب، بل يمكن أن تكون إما ملوثة أو تقع في مناطق غير مستقرة من الناحية الجغرافية السياسية، مما يعني أنه سيتعين إجراء تغييرات جوهرية للحفاظ على إنتاج الغذاء لفترة طويلة، خصوصا مع تزايد عدد سكان العالم. وتشير الدراسة إلى انخفاض نسبة الموارد، والامدادات المتبقية من صخور الفوسفاط في السنوات الأخيرة من 300 إلى 259 في ثلاث سنوات فقط، بينما يتزايد الطلب مما ينذر بأزمة وشيكة بحلول عام2040، التي توقع فيها العلماء أن يجف نبع جميع الإمدادات من الفوسفاط. وتوقعت ذات الدراسة أن يتأثر الإنتاج العالمي للأغذية جراء النفاذ المتوقع للثروة الفوسفاطية، خصوصا وأن هذا الانتاج يعتمد بشكل كبير على الأسمدة القائمة على الفسفور المستمدة من معالجة الفوسفات الطبيعي، على الرغم من أن هذه الرواسب موجودة في عدد محدود من المواقع في جميع أنحاء العالم. وفي هذا الصدد، أشارت الدراسة الى أن أكبر الرواسب من صخور الفوسفاط، توجد في المغرب، وتقدر بحوالي 50 مليار طن من صخور الفوسفاط، مبرزة أنه على الرغم من احتواء المغرب على أكبر قدر من احتياطات الفوسفاط، إلا أن المملكة لم تنتج في عام 2018 سوى 33 مليون طن، في حين أن الصين، التي تعد ثاني أكبر احتياطي معروف (3.3 مليار طن)، هي أكبر منتج للفوسفاط خلال سنة 2018، ب 140 مليون طن. وتبعا لذلك، تضيف ذات الدراسة، فإن الصين، التي لا تزال أكبر منتج لصخور الفوسفاط، أماما24 سنة فقط من العرض بمعدلات إنتاجها الحالية، وهو ذات التقدير، الذي ينطبق أيضًا على عدة دول مثل الهند (29 عامًا) والولايات المتحدة (36 عامًا) وروسيا (29 عامًا). أما بالنسبة للمغرب، فبالنظر الى معدلات الإنتاج الحالية، لا يزال أمامه 1515 سنة من العرض، و الانتاج، وهو ذات الأمر الذي ينطلق على الجارة الجزائر، التي يبلغ إنتاجها السنوي مليون طن، و 2.2 مليار طن من الودائع، كما أمامها 692 1 سنة من العرض والانتاج. وعلى الرغم من أن سيناريو نضوب منابع الفوسفاط في العالم، بحلول عام 2040 ما زال غير وارد، تشير الدراسة، فان الطلب على المعدن الفوسفاطي النفيس، يمر بتغيرات كبيرة، مما سيدفع تجارة الفوسفاط على الصعيد العالمي، الى ابتكار آليات جديدة في عملية الاستغلال، وإعادة التدوير لضمان الحفاظ على الامدادات والموارد الفوسفاطية، خصوصا في الدول الثلاث الأكثر اكتظاظًا بالسكان على هذا الكوكب: الصين، الهند، وأمريكا، والتي تعتمد على صخور الفوسفات لإطعام سكانها".