أفادت دراسة أجراها معهد «فرونتييرز لعلوم الزراعة و الهندسة»، حول الخطر المتنامي المحدق بالزراعة على المستوى العالمي، بان المغرب، و بالرغم من إنتاجه الذي لا يتعدى عتبة 33 مليون طن، من المرجح ان يتحول الى الملاذ الأخير العالمي لمادة الفوسفات، الأساسية في صناعة الأسمدة الزراعية. وأضحت الدراسة أن العالم مهدد بسبب تناقص انتاج الأسمدة الزراعية، الناتج عن تناقص مخزون الدول المهيمنة على انتاج هذه المادة، و هي كل من الصين و روسيا و الهند و الولاياتالمتحدة، التي يقدر عمر مخزونها الحالي بما بين 20 الى 30 سنة كحد أقصى. وبحسب المشرفين على هذه الدراسة، فان الفوسفاط كمادة معدنية هو أساس الحياة على الأرض، لدوره المهم في تنشيط تربة الأراضي الزراعية حول العالم، إلا ان المصادر الأساسية لحجر الفوسفات، و التي يتم استخراجه منها تعاني من عدم الاستقرار السياسي للدول، ما ينعكس بشكل سلبي على الاحتياطي العالمي منه، إذ أن الطلب على هذه المادة قد بلغ 4أضعافه خلال 50 سنة الماضية، اذ ان تقديرات العرض المتبقي من الفوسفات الطبيعي، قد انخفضت خلال السنوات الأخيرة من 300 الى 295 سنة، بما ينذر بان البشرية ستستنفذ جميع امداداتها في أفق سنة 2040. وقد نوهت الدراسة، بان اكبر احتياطات الفوسفات الطبيعي، تتواجد بالمغرب بما يقدر ب50 مليار طن، من الفوسفات الطبيعي الغير مستغل، بالرغم من ان المملكة خلال سنة 2018، لم تتجاوز عتبة 33 مليون طن من الإنتاج، وهو يعد بالرقم الضئيل في مواجهة دولة كالصين، والتي تعد ثاني اكبر خزان لهذه المادة على الصعيد العالمي، بحوالي 3.3 مليار طن و اكبر منتج للفوسفاط ب140 مليون طن، إلا ان الصين و بالرغم من هذه الأرقام الكبيرة، قد تستنفد مخزونها من الفوسفات الغير مستغل، في غضون 24 سنة كحد أقصى، كما الحال بالنسبة للهند في 29 سنة، و الولاياتالمتحدةالأمريكية في 36 سنة، و روسيا خلال 29 سنة. وهي معطيات تأرجح الكفة نحو المغرب، ليصبح الملجأ الأخير للبشرية، عبر عمر افتراضي لمخزونه، والذي قدرته الدراسة ب1515 سنة من هذه المادة الأساسية. وبحسب المعطيات المرفقة في نفس الدراسة، فان الكفة تتأرجح نحو المغرب ليصبح الملجأ الأخير للبشرية، عبر عمر افتراضي لمخزونه قدرته الدراسة ب1515 سنة، كما نوه معهد الدراسات بأهمية المخزون المغربي من هذه المادة المعدنية، فبالرغم من امتلاك عدة دول عربية لاحتياطي كبير من الفوسفات، نذكر منها سوريا و الأردن و الجزائر، حيث أن هذه الأخيرة، يبلغ إنتاجها السنوي 1 مليون طن، بمخزون يبلغ 2.2 مليار طن، في حين ان عمره الافتراضي يقدر ب 1692 سنة، الا ان هذه الدول لا تتمتع بالاستقرار الداخلي كحال المغرب، ما يصعب من عملية استغلال هذا الاحتياطي الكبير لديها، عكس ما يتمتع به المغرب من الاستقرار و الأمن الداخليين. إن سيناريو اندثار مادة الفوسفات الطبيعي في أفق سنة 2040، الذي تحدثت عنه دراسة معهد «فرونتييرز لعلوم الزراعة و الهندسة»، خلال بحثها الذي نشرته مؤخرا ليس بالأمر الوارد حدوثه، إلا انها نبهت لضرورة الإستغلال العقلاني فيما يخص الطلب العالمي المتغير دائما، لذلك وجب العمل على قوانين و إجراءات ذات طابع دولي، وعلى هذا الأساس، فقد اقترح الفريق المشرف على الدراسة «العمل على نهج لإدارة الفوسفور، ليس فقط لإطالة العمر الافتراضي للاحتياطات المتبقية، من الفوسفات الطبيعي الغير متجدد، ولكن بغرض إطالة دورة حياة الفوسفور، ولجعله مادة ذات فعالية أكثر و مستدامة بشكل اكبر، إذ ان توفر المواد الفوسفورية في المستقبل، هو مرتبط بشكل كبير بالأمن الغذائي العالمي، وأيضا التكثيف المستدام للزراعة اللازمة لذلك».