يواجه لاعب الوسط الدولي السابق فرانك لامبارد مهمة شاقة في مغامرته الجديدة، متمثلة بالحفاظ على صورته كأيقونة لدى جماهير فريقه تشلسي، وذلك بعد عودته الى "ستامفورد بريدج" للاشراف على النادي اللندني وفي رصيده موسم يتيم كمدرب. على رغم نجاحه في إنهاء الموسم في المركز الثالث خلف مانشستر سيتي وليفربول وأمام جاريه اللندنيين توتنهام وأرسنال وغريمه مانشستر يونايتد، وفوزه بلقب مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، انفصل تشلسي عن المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري الذي عاد الى بلاده للاشراف على يوفنتوس، بعد موسم واحد فقط في الدوري الإنكليزي الممتاز. جاء قرار التعاقد مع لامبارد كمدرب للأعوام الثلاثة المقبلة، كخيار عاطفي منطقي لتشلسي بعد موسم متقلب حفل بالمشاكل الشخصية مع ساري الذي عجز عن كسب مودة غالبية المشجعين، وعاد اللاعب السابق الى "ملعبه" بعد خمسة أعوام على وداعه كلاعب بالقميص الأزرق. واتخذ لامبارد (41 عاما) قرار العودة في فترة صعبة يمنع خلالها على الفريق إجراء أي تعاقدات بعقوبة من الاتحاد الدولي (فيفا) لمخالفة قواعد التعاقد مع القاصرين الأجانب، وبعد موسم واحد فقط كمدرب لدربي كاونتي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود معه الى الدوري الممتاز. ومن المؤكد أن جماهير تشلسي سعيدة برؤية لامبارد يتولى مهمة قيادة فريق دافع عن ألوانه طيلة 13 عاما بين 2001 و2014 وأحرز معه 13 لقبا، بينها الدوري ثلاث مرات (2005 و2006 و2010)، ودوري أبطال أوروبا عام 2012 و"يوروبا ليغ" 2013. لكن الهداف التاريخي للنادي (211 هدفا) الذي تركه عام 2014 ودافع عن ألوان مانشستر سيتي (2014- 2015) ونيويورك سيتي الأميركي (2015-2016) قبل أن يعلن اعتزاله عام 2016، يخوض الموسم الأول في ظروف صعبة بعدما خسر تشلسي لاعبا مؤثرا هو البلجيكي إدين هازار المنتقل الى ريال مدريد الإسباني، ولا يمكن للادارة أن تعوضه قبل صيف 2020، في ظل عقوبة منع التعاقدات الجديدة. وقرر تشلسي استئناف العقوبة أمام محكمة التحكيم الرياضي "كاس" على أمل رفع العقوبة موقتا بانتظار البت بالحكم ما سيسمح له باجراء تعاقدات هذا الصيف، لكن أي قرار بهذا الشأن لم يصدر حتى الآن. وفي ظل هذا الواقع، يبقى الجناح الأميركي الواعد كريستيان بوليسيك (20 عاما) الأمل الوحيد للامبارد في سد الفراغ الذي خلفه رحيل هازار، علما بأن النادي اللندني تعاقد معه من بوروسيا دورتموند الألماني قبل الحظر في كانون الثاني/يناير الماضي مقابل 58 مليون جنيه استرليني، لكنه بقي مع فريقه حتى نهاية الموسم. ويتعين على لامبارد الذي يبدأ مهمته رسميا الأحد في اختبار صعب جدا على أرض الغريم مانشستر يونايتد في المرحلة الأولى من الدوري الممتاز، الاعتماد على الجيل الشاب الذي أهمله ساري. ولهذا السبب يبدو ومساعده جودي موريس، المدرب السابق لفرق الشباب في تشلسي، الخيار الأمثل بحسب ما رأى أيضا قلب دفاع مانشستر يونايتد السابق ريو فرديناند في تعليق لشبكة "بي تي سبورت" حيث يعمل كمحلل كروي. وقال فرديناند "بصراحة، إذا منع تشلسي من اجراء تعاقدات، فلا أعتقد أن في إمكانه أن ينظر سوى باتجاه فرانك. هو وجودي (موريس) يعرفان اللاعبين الشبان من عامهم ال16. يعرفان ما هم قادرون على فعله". ويبقى على لامبارد أن يقنع جماهير "ستامفورد بريدج" بأن الصبر عامل أساسي في المرحلة الصعبة، لاسيما إذ بقيت عقوبة حرمان النادي من التعاقدات قائمة. والى جانب بوليسيك، يبدو كالوم هادسون-أودوي الذي كان في طريقه لترك الفريق قبل أن يتخذ قرار الابقاء عليه، مرشحا ليكون من الوجوه القيادية في ال"بلوز" رغم أعوامه ال18. ولعب لامبارد دورا هاما في إقناع هادسون-أودوي بالبقاء في الفريق بعدما أقنعه بأنه من اللاعبين الذين يعتمد عليهم، ما دفع الجناح الواعد الى وضع الماضي خلفه والتغاضي عما حصل معه في يناير الماضي حين تقدم من إدارة النادي بطلب الرحيل على خلفية رفضها عرضا مقدما من بايرن ميونيخ الألماني. ولن يكون هادسون-أودوي جاهزا للمشاركة مع فريقه في مستهل الموسم الجديد كونه يتعافى من إصابة في وتر أخيل تعرض لها في أبريل، لكن من المتوقع أن يتمكن لامبارد من الاعتماد عليه اعتبارا من الشهر المقبل. وأشاد لامبارد باللاعب الشاب الذي يتجه لتوقيع عقد جديد طويل الأمد بحسب مدربه الجديد الذي قال "بموهبته، بإمكانه أن يصبح ركيزة أساسية في الفريق والمنتخب الإنكليزي. بإمكانه أن يظهر ، هنا في تشلسي، بأنه سيصبح لاعبا من الطراز العالمي. أنا أؤمن بذلك حقا". المصدر: الدار – أ ف ب