انتقد النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تيري مارياني، ممارسات اليسار الأوروبي الذي لا يدين الجزائر رغم سياستها المنتهكة لحقوق الإنسان والصحافة وحرية التظاهر السلمي، معتبرا أن الاتحاد الأوروبي يقوم بإصدار قرارات لفائدة الجزائر من أجل الحصول على الغاز. واستغرب هذا النائب البرلماني من مناقشة المغرب الذي يبقى شريكا استراتيجيا في القارة الإفريقية. وتساءل مارياني عن من يملك التأكيد على أن الراضي ليس مغتصبا؟ وإذا كان ضحية فالأمر و متروك لمحاميه وللشعب المغربي لإثبات ذلك وليس للبرلمان الأوروبي. إن ما قاله النائب الأوروبي عن حزب مارين لوبان الفرنسي يلخص خلفيات القرار والذي يتمثل في الغاز و استفادة نواب اليسار الأوروبي من أموال عائداته. إن ما قام به البرلمان الأوروبي من إدانة للمغرب في ملف حقوق الإنسان و حرية الصحافة و تفادى إدانة دولتين أخريين رغم مناقشة سجلهما هما الجزائر و قطر و كأنهما "السويد" في حقوق الإنسان. أما المغرب الذي لا يمتلك غازا و لا أموالا يعطيها، فكل السكاكين تشحد ضده، ومع الأسف فأعضاء برلمانه الذين يفترض أن يتولون مهمة الدفاع عنه (أو على الأقل إيصال وجهة النظر المغربية) جلهم لا يعرف حتى أين يقع مقر البرلمان الأوروبي هل في بروكسيل أم في ستراسبورغ؟ و حتى حين يسافر السادة (المحترمون) أعضاء مجلسي النواب و المستشارين إلى ستراسبورغ أو بروكسل و هذا لا يحدث إلا نادرا، فإن عمليات "الشوبينغ" من متاجر بلجيكا و فرنسا تتصدر جدول أعمالهم. عموما هذه الإدانة لا قيمة لها، لأنه عندما يختفي مئات من اللاجئين و المهاجرين في قاع البحر و يتم إغراقهم عمدا قبل وصولهم إلى اليابسة الأوروبية، فلا يحق للأوروبيين أن يعطوننا دروسا في حقوق الإنسان.