ستحل إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، ضيف شرف الدورة ال 36 من معرض المكسيك الدولي للكتاب، الذي تحتضنه مدينة وادي الحجارة المكسيكية يوم غد السبت. ويأتي الاحتفاء بإمارة الشارقة باعتبارها بوابة لفتح حوار حضاري بين تاريخ وراهن الثقافة العربية ونظيرتها اللاتينية؛ كما أن هذا الاحتفاء يأتي ليجسد قوة الكتاب في تجسير المسافات بين القارات والبلدان والشعوب، ويؤكد مركزية الإمارة والإمارات بين كبرى عواصم المعرفة العالمية. وستسهم إمارة الشارقة من خلال مشاركتها في المعرض في اظهار ملامح متنوعة من أصالة الثقافة الإماراتية العربية؛ إذ تجتمع -تحت إشراف "هيئة الشارقة للكتاب"- مؤسسات الشارقة الثقافية في برنامج فعاليات حافل، يعكس لجمهور المعرض جماليات الموسيقى، والأدب، والفن العربي، ويكشف جانباً من واقع صناعة الكتاب والنشر في الإمارة، كما أن مثل هذه المشاركات تُسهم بشكل إيجابي في إعادة بناء الصورة الذهنية لدى الآخر تجاه المنطقة العربية، بعد أن ظلت ظروف عديدة، من بينها الحواجز اللغوية والمنظور الاستشراقي، تعيق إبراز الأبعاد الحضارية والإنسانية للثقافة العربية، ومن هنا تأتي أهمية مشاركة الشارقة كضيف شرف في المعرض المكسيك. وتواصل الشارقة حضورها اللافت في معارض الكتاب الدولية، وهو التواجد الدولي الذي رعى مسيرته صاحب السمو حاكم الشارقة بمشاركته وحضوره الدائم لتلك المعارض، وكان من ثمار مشاركة الشارقة في تلك المعارض، واستناداً إلى إسهاماتها الثقافية على المستوى المحلي والعربي والعالمي، بأن تحلّ بوصفها ضيف الشرف في معارض الكتاب في العالم. وتتعزز المكانة الدولية لإمارة الشارقة من خلال مشاركتها في معرض المكسيك للكتاب بنشاط ثقافي متكامل، حيث تسهم دائرة الثقافة فيه بتنظيم معرض للخط العربي و الزخرفة، وبالورشة الفنية المصاحبة له في كل من جامعة وادي الحجارة، كما تشارك الدائرة بإصداراتها ومجلاتها في الحقول الثقافية المتنوعة. وتعليقا على مشاركة امارة الشارقة في هذا الحدث، قال عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ان " الشارقة تواصل مسيرتها الثقافية بوصفها عاصمة ثقافية عربية وإسلامية، وعاصمة عالمية للكتاب وفق الرؤى السديدة والرعاية الشاملة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة". من جانبه، اعتبر سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن " المشاركة في المعرض تمثل فرصة جديدة تتيحها الشارقة للثقافة والإبداع في الإمارات والعالم العربي، للحضور من خلال نخبة من الأدباء والباحثين والمترجمين، في واحد من أبرز منابر الثقافة اللاتينية". وأبرز سلطان العميمي، بأن " مشاركة الشارقة في الدورة ال36 من معرض المكسيك الدولي للكتاب، سيُسهم في تعزيز التواصل والحوار بين الثقافة العربية والثقافة في المجتمعات الناطقة بالإسبانية، وتعريف المهتمين بقضايا الإبداع والترجمة بأحدث نماذج الأدب والفكر والنقد في المشهد الإماراتي والعربي، ما يعزز من التبادل الثقافي والتعريف بتجليات الإبداع ورموزه المعاصرين في الثقافتين. كما قال عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، قال: تمثّل مشاركتنا ضمن جناح الشارقة مع المؤسسات الثقافية والإعلامية في المعرض، تأكيداً على أهمية حرصنا الدائم على إيصال رسالة الشارقة الثقافية والحضارية إلى شعوب العالم، تجسيداً لشعار الشارقة وتوجهاتها الثقافية برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي بوأت الإمارة الباسمة مكانة سامية، وجعلتها عاصمة الثقافة وحاضنة التراث، ومركز الإبداع، ووجهة عالمية للكتاب". كما أكد حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، من جهته، أن " سعي الجامعة إلى تعزيز العلاقات القوية مع العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في دولة المكسيك؛ حيث بذلنا جهوداً كبيرة في هذا الصدد من خلال عقد عددٍ من الاجتماعات واللقاءات السنوية مع جامعات مكسيكية، ومنها جامعة جوادالاهارا وجامعة وجوانخواتو وجامعة المكسيك الوطنية المستقلة، بهدف بحث سبل التعاون المشترك في كثير من المجالات ومنها تعليم اللغة العربية والطب والهندسة والفضاء وعلم الآثار وغيرها الكثير، بما يتماشى مع رؤية إمارة الشارقة الثقافية ورسالتها التنموية".