تفتتح إمارة الشارقة خططها لدعم القراءة كعاصمة عالمية للكتاب خلال 2019 بعرض خيالي لفصل جديد "لم يروَ بعد" من "ألف ليلة وليلة"، في إشارة إلى نيتها الاستمرار في كسر حدود اللغة والثقافة والدين، في سعيها إلى نشر المعرفة. وفي مقابلة مع وكالة (إفي) يؤكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على نية الإمارة إقامة العديد من الفعاليات الثقافية خلال العام تحت شعار "افتح كتابا تفتح أذهانا"، داخل وخارج الإمارات العربية، تشمل مهرجانات للقراءة وعروضا فنية، من بين أنشطة أخرى. ويلفت إلى أن "العديد من المشاريع، التي ستقام، موجودة بالفعل قبل اختيار الشارقة من قبل اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب؛ مثل معرض الكتاب، ومهرجان الطفل القرائي، وفعاليات أخرى خاصة بالكتاب سيسلط عليها الضوء أكثر ليس فقط محليا، ولكن أيضا عالميا". وعن اختيار عمل مستوحى من "ألف ليلة وليلة" لتدشين احتفالات الشارقة، يقول الشيخ سلطان، الذي يترأس أيضا لجنة حفل الافتتاح: "بحثنا عن كتاب عالمي يتعدى حدود اللغة وحدود الثقافات فلم نجد أفضل من ألف ليلة وليلة". ويضيف: "ولكننا أردنا أن نكتب نحن الفصل الأخير الذي يحدث بعد "ألف ليلة وليلة"، مشيرا إلى أن فكرة إضافة فصل أخير "لم يروَ بعد" للكتاب العالمي جاءت من الشارقة وجرى تطويرها خلال جلسات مع الشركات المساهمة في تقديم العمل، موضحا أن "كون الشارقة عاصمة عالمية للكتاب كان لا بد أن نأتي بشيء عالمي وبشيء يخص الكتاب". ويجسد "ألف ليلة وليلة.. الفصل الأخير"، الذي تقوم فيه شهرزاد بإرسال أبنائها الثلاثة إلى ثلاث مهمات هدفها نشر أهمية القراءة، حرص الشارقة على الوصول إلى مختلف الثقافات، حيث يشارك في العرض فريق عمل ضخم يضم 537 فردا من 25 جنسية سيقدمون 13 نوعا من الفنون؛ من بينها التمثيل والموسيقى والعروض الراقصة وركوب الخيل والألعاب البهلوانية. كما يتضمن العمل، الذي يقدم مباشرة وبصورة حية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، مقطوعات موسيقية تم تصميمها خصيصاً للعرض، تؤديها أوركسترا مكونة من 51 عازفاً من أرمينيا وسوريا والعراق ولبنان ويقودها المايسترو اللبناني الأرميني الأصل هاروت فازليان، وتشارك المطربة الجزائرية سعاد ماسي بأغنية سجلتها من أجل العمل. ويؤكد الشيخ سلطان أن "ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير"، الذي يقدم بداية من ليلة الثلاثاء على مدار خمسة أيام على مسرح "المجاز"، هو بداية مشاريع الإمارة للاحتفال باللقب، مبرزا أنه على مدار العام سيتم استحداث "بعض المشاريع الخاصة بالكتب، سواء كانت مكتبات أو مشاريع عملية أكثر خلال هذه السنة". ويضيف: "بهذا العرض نستطيع أن نتحدث عن أهمية القراءة والكتاب بقصة خيالية تكمل كتاب ألف ليلة وليلة، وتصل إلى الجميع بدون حواجز اللغة والثقافة والدين"، مبرزا أن "الفكرة مستحدثة نروج من خلالها للكتاب وأيضا لإمارة الشارقة والإنتاج المحلي". وبدأ التجهيز للعمل منذ قرابة عام كامل بساعات تدريبية وصلت إلى 500 ساعة عمل، وتنفذه مجموعة "Multiple International " العالمية لتنظيم العروض بالتعاون مع فرقة " 7Fingers " الفنية، ومقرها مدينة كيبيك الكندية، ومجموعة "Artists in Motion" الأسترالية الفنية. وحول إمكانية تقديم العرض خارج الشارقة، قال الشيخ سلطان إنه "تم البدء في مباحثات من أجل نقل هذا العمل إلى مسارح أخرى، ونتمنى أن نجد المسرح المناسب والدولة المناسبة والتوقيت المناسب لعرض هذا العمل في أماكن أخرى"، مسلطا الضوء على أنه عمل سهل التنقل. ويتزامن بدء احتفالات الإمارة بإعلانها من قبل اليونسكو العاصمة العالمية للكتاب مع إقامة الدورة ال11 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تقام فعالياته بين ال17 وال27 من الشهر الجاري، بهدف غرس حب القراءة في الأطفال، وتثقيف الذات منذ الصغر مما يجعلهم قادرين على مواصلة مسيرة التنمية في مجتمعهم. وحول معرض الشارقة الدولي للكتاب، يقول الشيخ سلطان إنه سيكون هذا العام "من أهم الأشياء التي ترتبط بهذا اللقب وسيتم التركيز عالميا على هذا المعرض"، الذي تقام دورته ال38 بين 30 أكتوبر و9 نوفمبر المقبلين. ويلفت المسئول الإماراتي إلى أن الشارقة تقيم بالفعل فعاليات خارج الإمارة من قبل إعلانها عاصمة "عالمية" للكتاب؛ من بينها "فتح بيوت شعر على سبيل المثال في العديد من الدول العربية"، مؤكدا أنه خلال هذه السنة "ستكون هناك مشاريع أخرى مختلفة، بعيدا عن الشعر خارج دولة الإمارات". من جانبها، تشير الشيخة منى القاسمي، مديرة مكتبة الشارقة، ل"إفي" إلى أن المكتبة، التي تأسست في 1925 وتحتوي على 500 ألف كتاب، لديها أيضا دور في خطط الإمارة الثقافية، حيث تعمل على جذب الأشخاص للقراءة من مختلف الأعمار، خاصة الأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفر شاشات تفاعلية لقراءة الكتب الأصلية دون لمسها. ويأتي اختيار اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في اليونسكو "الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019"، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات، واعترافاً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي. ومنحت الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب خلفا لأثينا بينما تخلفها كوالالمبور في 2020، وهي ثالث مدينة عربية تحمل هذا اللقب بعد الإسكندرية (2002) وبيروت (2009). *إفي