أفاد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بأن القوات المسلحة الملكية قامت خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة بإبطال مفعول أكثر من 22 ألف لغم أرضيا زرعتها عصابات مرتزقة البوليساريو في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال لوديي في جواب عن سؤال كتابي بمجلس النواب، حول "إزالة الألغام بالصحراء المغربية"، اطلع موقع "الدار" على نسخة منه، إنه "في إطار الجهود المبذولة من طرف القوات المسلحة الملكية لتطهير المناطق المشبوهة والمساهمة في التنمية البشرية، قامت هذه القوات بإطلاق عملية واسعة النطاق من أجل تطهير هذه المنطقة منذ سنة 2007، حيث جندت من أجل ذلك ثلاث وحدات مدعمة تابعة للهندسة العسكرية، بغية تطهير المساحات الشاسعة الملوثة، مع إعطاء الأولوية للمناطق المأهولة ومناطق الرعي والآبار والمسالك الغير المعبدة الرابطة بين التجمعات السكنية والمدن والمساحات المخصصة للمشاريع التنموية". ويلغت المساحة المطهرة، يضيف الوزير المنتدب، 6035.2 كيلومتر مربع إلى متم شهر أبريل 2022، تم على إثرها إبطال 5 آلاف و117 لغم مضاد للأشخاص و16 ألف و907 ألغام مضادة للآليات، فضلا عن التخلص من 41 ألف و708 ذخيرة غير مفرقعة من مختلف العيارات. وتابع لوديي أنه تم تسجيل 388 ضحية لهذه الألغام منذ بداية عملية التطهير، بينها 50 حالة وفاة شملت مدنيين وعسكريين. ووفق المسؤول الحكومي، فإن هناك نوعان من حقول الألغام بالمنطقة الجنوبية، الأول تهم "ألغام زرعت وفق المعايير العسكرية المتعارف عليها دوليا، قصد تدعيم الخطوط الدفاعية للوحدات، حيث تتوفر القوات المسلحة الملكية على مختلف خرائط هذه الحقول، مما يتيح إزالتها بمجرد التوصل إلى حل للنزاع المفتعل حول وحدتنا الوطنية"، فيما النوع الثاني يتعلق ب"ألغام زرعتها عصابات المرتزقة بطريقة عشوائية، بمحاذاة التجمعات السكنية ومناطق الرعي ونقط المياه"، وأضاف قائلا "للأسف لا تتوفر القوات المسلحة الملكية على خرائط لهذه الحقول على الرغم من كل الجهود التي بذلت عن طريق البعثة الأممية المرابطة بالمنطقة، من أجل الحصول على بيانات في هذا الشأن"، مضيفا أن "هذا الطلب لم يجد أي صدى لدى عناصر المرتزقة، مما يعقد عملية التطهير".