بدا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في حوار مع قناة "الجزيرة"، مشتت الأفكار، وهو يتحدث عن تسليح إيران للحركة بالأسلحة، وسعي طهران لنشر المذهب الشيعي في صفوف شباب غزة، فهو تارة يؤكد بأن " الحركة لا تنفذ أية أجندات بالوكالة للنظام الإيراني في فلسطين، وتارة يتحدث عن دعم طهران للحركة من بوابة "المذهبية" والعقدية"، و "الدفاع عن فلسطين". كما أن إسماعيل هنية، أقر خلال المقابلة الصحفية بأن "الباعث وراء الدعم الإيراني لحركة حماس، أهداف سياسية استراتيجية يسعى من خلالها النظام الإيراني الى دفع شباب قطاع غزة الى اعتناق المذهب الشيعي، وهو أمر لم ينفيه هنية، الذي صمت لثواني، حينما فوجئ بسؤال من مقدم برنامج "المقابلة"، علي الظفيري، حول أسباب دعم ايران للحركة، خصوصا وأن " لا أحد في السياسة، و في العلاقات الدولية يقدم الدعم لجهة ما بشكل مجاني". تسليح إيراني لحركة حماس، عزاه إسماعيل هنية الى مبررات " دينية وعقائدية"، والى "الرغبة في إضعاف إسرائيل من الناحية العسكرية"، وكذا الى رغبة طهران في تحقيق مكاسب سياسية استراتيجية في المنطقة، وهو ما يناقض خطابات طهران، التي تدعي بأنها تدعم فلسطين والشعب الفلسطيني لسواد عيونهم. هذا الزخم في العلاقات بين حركة حماس، و ايران، الذي يثير "الاشمئزاز" على المستوى الشعبي، والرسمي، بسبب تورط النظام الإيراني في جرائم كثيرة في سوريا والعراق، كما جاء على لسان مقدم البرنامج، الإعلامي علي ظفيري، لم يستسغه إسماعيل هنية، ليبرر هذا الزخم في العلاقات بين الحركة وايران ب" "انفتاح حركة الحماس على الجميع"، وبأن " إيران لا تدعم فقط حزب الله الشيعي، بل تدعم، أيضا حركة "حماس" السنية. ورغم محاولة رئيس المكتب السياسي لحماس، نفي وجود انقسامات أو تيارات داخل الحركة، بالتأكيد على التزام جميع المستويات القيادية بالقرارات التي يجري اتخاذها عبر المؤسسات السياسية في الحركة، الا أن "تصريحاته تؤكد بالملموس بأن حماس حركة فاشلة لا تملك برنامج سياسي واقعي يلبي مطالب الشعب الفلسطيني في حياة كريمة بعيدة عن الصراعات في ظل ترديد حماس المستمر أنها لن تعترف أبدًا بإسرائيل وطرحها حلول غير منطقية تهدف لتدمير دولة عضو في الأممالمتحدة. كما يتضح من خلال هذه المقابلة الصحفية بأن الارتباط العضوي بين حركة حماس، و ايران، لا يخدم القضية الفلسطينية، والمشروع الوطني الفلسطيني، وبأن استمرار هذا الارتباط سيجلب بدون شك ويلات للشعب الفلسطيني بسبب ارتباط الحركة الأصيل بالإخوان المسلمين، و بالنظام الشيعي الإيراني، وسعي حركة حماس نحو تحقيق مشروع الدويلة الفلسطينية.