تقول العدالة الحافية وهي تشارك فرسانها الحديث عن تلوث البيئة والخطر المحدق بالإنسانية. مأساتنا الحقيقية هي كما قال جان كوكتو كوّن البلاهة تفكّر، وأضيف أنها تقرّر أيضا للأسف، لذلك سأضم صوتي لنداء نيتشا وأطالب بإزعاج البلاهة ومقاومة الجهل، فالجهل عقيم لاينجب أفكارا ولا مبادرات أو حلول، والأنكى من ذلك أنه كاذب لذلك تراه يلبس جلباب الحبلى ويدعي المخاض. هناك فرساني ثقوب بسلالم بيتنا يفوق ثقب الأوزون لو وجدتم له حلا لاصبح العالم حولنا أصفى وأنقى، ولعثرت على حذائي الضائع. سلالم البرامج الحكومية مهترئة، متشابكة متداخلة بعضها ببعض حدّ الاستغراب ، لذلك لا أمان في العبور من درجة لأخرى يكون الارتباك والتعثر والسقوط لا مفر منه ،، وهي تفتح حضنها الصدئ بعدما فقد قلبه وعقله، كانت تتابع بتلذذ مريض رقصات الوزراء البهلوانية على أنغام تشققات درجاتها، فالنمل الأبيض قد نخر قراراتها الخشبية ولم يستثن أي مجال منها بدء من درجة التنمية مرورا بالصحة والتعليم والشغل والكرامة إلى آخر درجة العدالة الاجتماعية. سلالم البرامج الحكومية حلزونية أيضا، لذلك فأقدام الراقصين مخضبة بمخاطها اللزج ولا تراهم الا متزحلقين بكل اتجاه، متخبطين بين فراغ الدرجات، حاملين لهراوات عمياء يظنون أنها تعيد توازنهم ولم تزدهم إلا بلاهة وضياعا، ربما لو تسلحوا ببعض من صدق ومسؤولية لما أضاعوا البوصلة، ولما أصبحت هراواتهم عمياء لا ترى في المعذبين من أساتذة متعاقدين وإخوتهم المعطلين سوى شياطين وجب كسر شوكتها ومحاربتها بعدما أفتى الملا عمر بستين هراوة وتجريدهم من كلّ الحقوق، وكان الفرسان الرسل يتحايلون بكل خفة على قسوة القرارات ونزيف الدرجات، بالقفز بين أشواكها وأنّاتها برجل واحدة، وصوت واحد وهم يرددون بنود الدستور و الحقوق وقوانين العشق الأربعين، فالشقوق بين الدرجات كبيرة تكفي لأن يدفنوا فيها كل خيباتهم ،ويبنوا آمالهم. شلال دماء ومرارة صدى وملوحة وجع أذابت مخاط السلالم الحلزونية ولم تزد الفرسان الا صمودا وتباثا، برجل واحدة، فقد أسندوا الوطن بالرجل الأخرى، أصبح مترنحا ثملا ببلاهة مسيريه فلربما يستعيد توازنه وسط ضبابية المشهد الموجع، وقد يتعافى من إدمانه فليس هناك أخطر من أفيون الفساد والجشع والبلاهة. فلتسقط سلالم العجز والفشل، ولتحيا إرادة الفرسان.