كشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، تفاصيل حصرية جديدة عن ظروف وسياق دخول زعيم ميليشيات جبهة البوليساريو الإنفصالية إلى إسبانيا بهوية مزيفة؛ والذي تسبب في خلاف "أزمة دبلوماسية" بين الرباط و مدريد. وذكرت الصحيفة الإسبانية الذاىعة الصيت، أن "زيارة وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادم، إلى العاصمة مدريد في 29 مارس الماضي، هي التي مهدت لإدخال زعيم البوليساريو إلى إسبانيا للعلاج". وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن إسبانيا قبلت دخول غالي "لأسباب صحية" بعد مشاورات على أعلى مستوى، رغم التحفظ الذي عبر عنه وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا. وأوضح المصدر ذاته، نقلا عن مصادر ديبلوماسية، أن ألمانيا سبق أن رفضت طلب استقبال زعيم البوليساريو، مبرزة أن "إبراهيم غالي وصل إلى القاعدة الجوية في مدينة سرقسطة الإسبانية في 18 أبريل الماضي، على متن طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية، ليتم بعد ذلك نقله على متن سيارة إسعاف تحت الحراسة الأمنية الإسبانية نحو مستشفى "سان بيدرو" بمدينة "لوغرونيو". ووفقا لصحيفة "إلباييس"، فقد دخل زعيم جبهة "البوليساريو" إلى إسبانيا بجواز سفره الديبلوماسي، لكن تم تسجيله في المستشفى تحت إسم مستعار لمواطن جزائري لأسباب وصفتها ب"الأمنية". وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن إسبانيا كانت تعتزم اخبار الرباط باستقبال غالي، لكن الخبر انتشر كالنار في الهشيم قبل ذلك، وهو ما حذا بوزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، إلى تقديم الشروحات اللازمة لنظيرها ناصر بوريطة، وكذلك فعل السفير الإسباني في المغرب. وخلصت صحيفة "الباييس" في تقريرها المطول إلى أن العلاقات بين الرباط و مدريد لم تتأثر في مجالات حساسة كالهجرة والإرهاب، وأن البلدين يعكفان حاليا على تقييم العلاقات، والإتصالات بغية احتواء تداعيات هذه "الأزمة الدبلوماسية" بالنظر الى طبيعة و نوعية العلاقات التي تجمعهما.