أكدت صحيفة "إلباييس" الإسبانية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، ما سبق أن نشره موقع "الصحيفة الإنجليزية" من تفاصيل حصرية عن طريقة إدخال زعيم "البوليساريو" إلى إسبانيا، وهو الإدخال الذي قبلت به إسبانيا خدمة للجزائر، فتسبب ذلك في تسميم علاقاتها مع المغرب، وفق وصف الصحيفة الإسبانية المذكورة. وقال تقرير إلباييس، أن زيارة وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادم، إلى مدريد في 29 مارس، هي التي مهدت لنقل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا للعلاج، حيث كانت حالته الصحية جد متردية، وقد قبلت إسبانيا "لأسباب صحية" باستقباله بعد مشاورات على أعلى مستوى، رغم تحفظ وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، وذلك بالنظر إلى الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات مع الجزائر، حيث تُعتبر الأخيرة المورد الرئيسي الأول لإسبانيا بالغاز. وأضاف التقرير نقلا عن مصادر ديبلوماسية، أن ألمانيا سبق أن رفضت طلب استقبال زعيم البوليساريو، في حين تشير مصادر أخرى، أن الجزائر لم ترد أن تسيء استغلال "الكرم الألماني"، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان قد قضى هناك شهورا طويلة للعلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، وبالرغم من ذلك فإن العلاقات المغربية والألمانية تعرف حاليا توترا بسبب عدة قضايا من بينها قضية الصحراء. وأشارت إلباييس في ذات التقرير، بأن إبراهيم غالي وصل إلى القاعدة الجوية في مدينة سرقسطة الإسبانية في 18 أبريل الماضي، على متن طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية، ثم تم نقله على متن سيارة إسعاف مع الحراسة الأمنية الإسبانية نحو مستشفى سان بيدرو بمدينة لوغرونيو، حيث تم إدخاله هناك للعلاج. وقالت إلباييس، نقلا عن مصادرها، أن زعيم البوليساريو دخل إلى إسبانيا بجواز سفره الديبلوماسي، لكن في المستشفى تم تسجيله تحت إسم مستعار لمواطن جزائري لأسباب وصفتها ب"الأمنية". وهو الأمر الذي أغضب الرباط وأصدرت بلاغين تدين فيهما ما أقدمت عليه إسبانيا. ونقلت إلباييس عن مصادر حكومية، بأن مدريد بالفعل كانت تخطط لإعلام الرباط، لكن خبر تواجد زعيم البوليساريو في إسبانيا اندلع قبل ذلك، ما دفع بوزيرة الخارجية الأسبانيا أرانشا غونزاليز لايا إلى تقديم الشروحات اللازمة لنظيرها ناصر بوريطة، وكذلك فعل السفير الإسباني في المغرب، تقول الصحيفة الإسبانية. وقالت إلباييس في تقريرها، بأن أزمة إبراهيم غالي لم تنته بعد، حيث تم استدعائه للحضور أمام المحكمة الوطنية في مدريد للاستماع إليها في قضايا تتهمه بارتكاب جرائم حقوق الإنسان، مضيفة أن القضاء هو الذي سيكون له الكلمة الفصل في هذه القضية، هل سيتم وضعه تحت تدابير خاصة أو سيتم إطلاق سراحه للذهب بشكل حر. هذا وأشارت الصحيفة الإسبانية في آخر التقرير، بأن الخارجية الإسبانية تقوم حاليا بتقييم العلاقات مع الرباط بعيدا عن "حرارة البلاغات" العلنية، وبالرغم من إيقاف بعض اللقاءات بين الطرفين، إلا أن المجالات الحساسة مثل الهجرة والإرهاب لم تتأثر لحد الآن، مضيفة بأن المغرب يُدرك أن إسبانيا لم يكن بإمكانها تجاهل طلب الجزائر، وفي نفس الوقت يُدرك المغرب الدور الهام الذي تلعبه إسبانيا لصالحه داخل الاتحاد الأوروبي، وخاصة في مساعي إسبانيا لمنع الإتحاد الأوروبي من إدراج المغرب في قائمة الملاذات الضريبية.