تسبب اغلاق المغرب لحدوده الجوية والبحرية لاحتواء تفشي جائحة فيروس "كورونا" المستجد "كوفييد19″، في تقطع السبل بمئات العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة بإقليم "هويلبا". وفي انتظار إعادة فتحها من جديد، تطالب الهيئات المهنية، والأوساط السياسية في الجارة الايبيرية الحكومة الاسبانية، بإيجاد حل عاجل للعاملات المغربيات، اللائي يطالبن بدورهن بالعودة إلى البلد الأم في أقرب فرصة متاحة. معاناة مع استمرار اغلاق الحدود لا يزال أزيد من 7000 عاملة موسمية مغربية عالقات في إسبانيا بعد إغلاق الحدود بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي كوفيد 19. وقالت السيناتورة عن حزب "سيودادانوس"، اليميني الوسطي، ماريا بونس، إن هؤلاء العاملات اللائي اشتغلن في جني فاكهة الحمراء في اقليم هوليفا لم يعد يعملن بعد انتهاء حصاد الفاكهة الحمراء في المزارع"، مشيرة الى أن أوضاعهن الحالية "سيئة". وأكدت المتحدثة أن هؤلاء العاملات المغربيات "يجمعون أجورهن، ويرسلونها بالكامل تقريبًا إلى أسرهم"، حتى أنه في نهاية حملة جني الفواكه، لن يكون لديهم وظائف أخرى، ولا دخل". وحملت ماريا بونس، مسؤولية أوضاع هؤلاء العاملات للحكومة الإسبانية، مؤكدة أنها مطالبة باتخاذ إجراءات لإعادة العاملات إلى المغرب أو منحهن مساعدات لتدبير هذا الظرف العصيب في اسبانيا"، لاسيما أن إعادة فتح المغرب لحدوده المغلقة منذ مارس الماضي، لازال مجهولا لحد الساعة. وتساءلت السيناتورة عما ان كانت الحكومة الإسبانية عما قد اتخذت اجراء لدعم المزارعين الذين "يعتنون بهؤلاء العاملات اللواتي تقطعت بهن السبل في إقليم هويلفا، بعد نتهاء الموسم الزراعي". مبادرة رقمية للتخفيف من نفسيتهن المتدهورة بغية التخفيف من ظروفهن النفسية الصعبة، وطمأنتهن نفسيا، خصوصا في هذا الظرف العصيب المتسم بتفشي جائحة فيروس "كورونا" المستجد، أطلق فريق مستشاري الاندماج والعمل والمسؤولية الاجتماعية والمساواة بإقليم الأندلس، "خطة Interfresa" وهي مبادرة سمعية بصرية تهدف إلى طمأنة وراحة 7100 من العاملات الموسميات المغربية العالقات في إقليم هويلفا منذ اغلاق المغرب للحدود شهر مارس المنصرم. وقام القائمون على هذه المبادرة، اليوم الثلاثاء، بنشر مقطع فيديو موجه لهؤلاء العاملات المغربيات باللغتين العربية والاسبانية، عبارة عن رسالة اطمئنان وتهدئة لنفسية العاملات اللواتي وجدن أنفسهن عالقات في إقليم هويلفا بعد انتهاء موسم جني الفاكهة الحمراء، كما يؤكد مقطع الفيديو على أن أرباب العمل قرروا منح الإقامة مجانًا لهن في هويلفا، وأن لهم الحق في الرعاية الصحية الى غاية مرور هذه الظرفية الصعبة وعودتهن الى المغرب. ويفق وراء هذه المبادرة، فريق " Interlsia Prelsi " الاستشاري، المكون من 12 مستشارًا ميدانيًا بالإضافة إلى منسقين. ورغم أن معظم العاملات المغربيات لا يجدن القراءة أو الكتابة، إلا أنهن يتواصلن بشكل جيد للغاية من خلال هواتفهن المحمولة. الأممالمتحدة تدق ناقوس الخطر وسبق أن دعا أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان لدى الأممالمتحدة، الحكومة والشركات الإسبانية «على الفور" الى تحسين "الظروف المهينة" للعاملات المهاجرات اللائي لعبن دورا هاما في اسبانيا خلال أزمة وباء كوفييد19. وفي هذا الصدد، شدد الخبير الأممي على أن "حماية العاملات المهاجرات الموسميات في هويلفا "تم تجاهله بالكامل خلال جائحة وباء كورونا"، مضيفا : "بينما تم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الوباء في عموم التراب الإسباني، تم تشغيل آلاف العاملات المهاجرات، اللائي لا يعتبرون" عمالًا أساسيين "دون اتخاذ إجراءات النظافة الأساسي ، من دون مواد الحماية"". لا عودة قبل فتح المغرب للحدود كشفت مندوبة الحكومة في الأندلس، ساندرا غارسيا، في وقت سابق من هذا الشهر، أن العاملات المغربيات الموسميات في حقول هويلفا، لن يتمكن من العودة إلى المغرب، إلا بعد فتح المملكة لحدودها الجوية والبحرية. ونقلت وكالة الأنباء الاسبانية غير الرسمية "أوربا بريس" عن ساندرا غارسيا، قولها إن "مجموعة صغيرة منهن، تمكنت من العودة إلى المغرب لكننا نعلم أن العودة ستكون تدريجية، وعلى أي حال سنعتمد على فتح الحدود لتمكين الباقي من المغادرة تجاه المملكة المغربية". ويرتفع عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم "هويلبا" للعمل في حقول الفراولة سنة تلو أخرى؛ إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، بحيث يُشغّل القطاع الفلاحي تقريبا 90 ألف شخص في السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان.