بعدما أعلن مكتب المدعي العام في ألميريا، إعادة فتح التحقيق في قضية خنق الشاب المغربي الياس الطاهري، الذي شُبّهت قصته بالأمريكي جورج فلويد، الذي أشعل فتيل الاحتجاجات في بلاد "العم سام"، خرجت والدة الشاب عن صمتها، مؤكدة بأن "ابنها قتل". وقالت الأم "خديجة العنتي"، في مقابلة مع صحيفة El Diario "ان "الفيديو الذي تم تداوله يتحدث عن نفسه وأكبر دليل على أن ابنها قتل"، مشيرة الى أن "الأمر ليس صدفة"، كما تطرقت لشتى أصناف العنصرية التي تعرض لها ابنها الياس في المدرسة أو خلال مروره بثلاثة مراكز للقاصرين كان آخرها مركز الأحداث "تيراس دي أوريا" بمدينة ألميريا الإسبانية، الذي توفي فيه خنقا في يوليوز 2019. وتابعت الأم سرد تفاصيل حياة ابنها، مبرزة أنه أصغر إخوته الخمسة، وجاء الى اسبانيا للالتحاق بالأسرة. وأضاف أن ابنها واجه صعوبات في المدرسة. وتتذكر قائلة: "لم كان يفهم اللغة الإسبانية بعد، وأخبرني أنه يتعرض لسوء المعاملة بسبب ذلك، وأنه لم يعد يرغب في العودة إلى المدرسة". في سن 17عاما، اعتقل عقب تورطه مع أصدقاء في قضية سرقة، وأمضى سنة في السجن في مركز الأحداث في الجزيرة الخضراء. ومع مرور الأيام، تقول الأم، تدهورت وضعيته النفسية، مما استلزم نقله إلى مركز في قرطبة، قبل أن يتم نقله إلى مركز الأحداث "تيراس دي أوريا" بمدينة ألميريا الإسبانية. وتابعت الأم :"لقد كان خائفاً للغاية، وقال إنه عوقب بلا سبب"، مشيرة الى أن "العديد من الشكايات التي وجهها المراهق إلى المحكمة لفضح ما كان يتعرض له، ظلت دون رد". وأضاف الأم وهي تسرد تراجيديا مصرع ابنها:" في المركز الأخير الذي تم قبوله فيه، وهو مركز "ألميريا"، كان الياس طاهري غير قادر عمليًا على رؤية والدته. تم منح إذن الزيارة الأولى قبل أسبوعين من الوفاة، ولكن تم إلغاؤه. وأردفت : "قالوا لي أن هناك مشكلة. بعد المأساة، قابلت قاصرين آخرين، واكتشفت أن إلياس عوقب في ذلك اليوم في الطابق السفلي. كانت غرفة عزل ". في اليوم السابق للحادث، أصر إلياس طاهري مرة أخرى على رؤية والدته مرة أخرى. قالت: "كان لديه شيء مهم ليقوله لي" لكن توفي قبل أن يكشفه. خلال هذه المقابلة مع الأم، "الخاضعة للمراقبة داخل المركز"، والتي استمرت ساعتين، أبلغ الشاب والدته بكل المعاملات المهينة التي كان يتعرض لها، كما خضع للعلاج الطبي، تسبب له في زيادة كبيرة في الوزن. في سن ال18عاما، تقدم بطلب نقل إلى السجن لاستكمال بقية عقوبته، حيث "يعامل الشباب مثل الحيوانات في المركز"، قبل أن يتم ابلاغ العائلة في اليوم التالي للزيارة، أن إلياس توفي بنوبة قلبية. وأعربت الأم خديجة العنتي عن أملها في أن يأخذ التحقيق مجراها الطبيعي، ويتم انصافها وانصاف ابنها المتفوي، وكشف حقيقة مقتله. وشهدت قضية خنق الشاب المغربي إلياس الطاهري، الذي شُبهت قصته بالأمريكي جورج فلويد، الذي أشعل فتيل الاحتجاجات في أمريكا، منعطفا جديدا، بعدما أعلن مكتب المدعي العام في ألميريا إعادة فتح التحقيق في القضية، تجاوباً مع الحملة الوطنية التي قادتها فعاليات حقوقية وبرلمانية ومدنية وقانونية. و طالب مكتب المدعي العام في ألميريا بمواصلة التحقيق في قضية "جورج فلويد المغربي"، قصد تحديد طبيعة المسؤوليات الناجمة عن وفاة الشاب البالغ قيد حياته 18 سنة، الذي توفي، خلال يوليوز 2019، في مركز الأحداث "تيراس دي أوريا" بمدينة ألميريا الإسبانية.