التطورات الأخيرة التي شهدتها القارة الإفريقية، بخصوص تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للدورات الثلاث المقبلة 2019، 2021، 2022، وضعت أحمد أحمد، رئيس "الكاف"، ونائبه فوزي لقجع، في قفص الاتهام أمام الأفارقة، إذ بات يشار إليهما، من طرف مجموعة من وسائل الإعلام القارية، بأنهما المدبران الرئيسيان ل"طبخة" سحب التنظيم من هذا البلد ومنحه لذاك. وبعد أن قرر الاتحاد الإفواري، أخيرا، اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي "طاس" في سويسرا، بسبب سحب "كاف" من بلاده تنظيم دورة 2021، ومنحها للكاميرون، اختلطت الأمور أكثر، وتشابكت، ويبدو أنه لم يعد لها من مخرج إلا من خلال الإطاحة بهذا الشخص أو ذاك من الجهاز القاري، وإعادة الأمور إلى نصابها لتهدئة الأوضاع. حين قرر الاتحاد الإفريقي سحب نهائيات 2019 من الكاميرون، وفتح باب الترشيح، من جديد، أمام الدول الراغبة لاستضافة هذه الدورة، وسحب دورة 2021 من الكوت ديفوار مقابل منحها دورة 2023، وجهت الصحافة الكاميرونية أصابع الاتهام مباشرة إلى فوزي لقجع، واعتبرته "مدبر" هذه العملية في إطار تصفية الحسابات مع الكاميروني عيسى حياتو، الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي، حتى إن صحيفة "journalducameroun"، عنونت أحد مقالاتها ب"المغرب يلعب على حبلين"، ومضت توضح قائلة إن المغرب حين كان مرشحا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، أعلن دعمه للكاميرون لاستضافة كأس إفريقيا 2019، فقط لكي يحظى بصوت الكاميرون خلال عملية التصويت على البلد الذي سيستضيف المونديال، مشيرة إلى أنه بعد أن خسرت المملكة الرهان المونديالي، عادت لتلعب ورقة استضافة "كان2019" من خلال سحبه من الكاميرون بداعي عدم استجابة الأخيرة لدفتر التحملات. الصحيفة الكاميرونية ذاتها، قالت، في أحد مقالاتها، إن الكاميرونيين "كانوا سذج" حين أعلن فوزي لقجع دعمه لهم لتنظيم دورة 2019، بداعي أن رئيس الجامعة المغربية لم يكن يدعم الكاميرون صراحة، بل كان يريد صوتها لصالح المغرب من أجل استضافة مونديال 2026، كما اتهمت الرئيس أحمد أحمد بالميول للمغرب أكثر، والدليل، تقول الصحيفة ذاتها، تكرر زياراته إلى الرباط والدار البيضاء، من أجل لقاء صديقه فوزي لقجع، أكثر من زياراته إلى القاهرة، حيث مقر الاتحاد الإفريقي. أكثر من ذلك، فإن البيان الذي أصدره الاتحاد الإيفواري، مساء أمس (الخميس)، تضمن اتهاما مباشرا للرئيس أحمد أحمد، ب"استغلال صلاحياته" ضد الكوت ديفوار، وبالتسيير الانفرادي لشؤون اللعبة في القارة، إذ جاء فيه: "لقد فوجئ الاتحاد الإيفواري باستعمال رئيس الاتحاد الإفريقي الصلاحية المعطاة له في سحب نهائيات 2021 من الكوت ديفوار ومنحها للكاميرون، دون أي تشاور مسبق معه". في المغرب، توجه أصابع الاتهام إلى فوزي لقجع، بأنه كاد يتسبب في إفساد علاقات المملكة مع جيرانها الأفارقة، وكاد يدمر استراتيجية الملك محمد السادس في الانفتاح على دول القارة السمراء، لهذا السبب، خرج رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، ليوضح أن المغرب لم يسبق له أن عبر عن رغبته في الترشح لاستضافة "كان2019"، ولا نية له في استضافته، وذلك من أجل حفظ ماء الوجه مع الكاميرونيين وجيرانهم. لجوء الاتحاد الإيفواري إلى محكمة التحكيم الرياضي في سويسرا، بالتأكيد لن يمر مرور الكرام، إذ أن الاتحاد الإفريقي، أصبح مطالبا، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بتقديم تنازلات وتلطيف الأجواء حفاظا على علاقاته الديبلوماسية مع دول القارة، وبالتأكيد لن يتأتى ذلك إلا من خلال إعادة حق تنظيم دورة 2021 للكوت ديفوار، أو الإطاحة بالرئيس أحمد أحمد، أو نائبه فوزي لقجع.