بينما اعتبرت بعض وسائل الإعلام الكاميرونية، أن سحب تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم "كان2019" من بلادها، هو نتيجة منطقية لفشل سياسة حكومتها في الالتزام بدفتر تحملات استضافة هذه التظاهرة القارية، فإن وسائل إعلام أخرى، هاجمت المغرب واتهمته بالوقوف وراء قرار سحب التنظيم. صحيفة "journal du Cameroun"، أوردت في تقرير مطول لها، ونقلته عنها مجموعة من المواقع الإعلامية الكاميرونية، أن المغرب لم يغفر لعيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي السابق، رفضه تأجيل كأس إفريقيا من شهر يناير إلى يونيو في دورة 2015، حينما كانت التظاهرة ستنظم في المملكة، لهذا السبب، تقول الصحيفة ذاتها، كان وراء إسقاطه من رئاسة "الكاف" ب"مؤامرة"، وأيضا وراء سحب التنظيم من الكاميرون. تقول الصحيفة ذاتها، إنه حينما كان المغرب سينظم كأس إفريقيا سنة 2015 وطلب تأجيلها من يناير إلى يونيو، لم يكن سبب طلب التأجيل هو الخوف من وباء "إيبولا"، بل الامتثال لأجندة الأوروبيين من أجل إغوائهم والترويج لملف احتضان المملكة مونديال 2026، معتبرة أن وباء "إيبولا" "كان مجرد ذريعة"، معللة ذلك بأن "الخطوط الملكية المغربية ظلت من بين الشركات القليلة التي استمرت خدماتها في دول غرب إفريقيا (ليبيريا، سيراليون، غينيا)، وهي الدول التي كانت، تشكل، وقتها، مركز تفشي الوباء. وزعمت الصحيفة ذاتها، أن تنظيم المغرب للمناظرة الإفريقية حول كرة القدم النسوية، شهر مارس الماضي، كان الغرض منه حشد الأصوات الإفريقية لدعم ملف ترشح المغرب لاستضافة المونديال، وهكذا، تضيف الصحيفة، فإن الكاميرونيين كانوا "سذجا" في هذه المناظرة، لأنهم تعهدوا بمنح صوتهم للملف المغربي، وهذا ما كان، مقابل تعهد المغرب بدعم ملف الكاميرون لاحتضان كأس إفريقيا 2019. وأعادت الصحيفة ذاتها استعراض تصريح فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، حين قال في ندوة مشتركة مع ديودوني هابي، رئيس الاتحاد الكاميروني، إن المملكة المغربية تدعم كليا احتضان الكاميرون لكأس إفريقيا، وأن الجامعة الملكية المغربية مستعدة لتسخير كل إمكانياتها أمام الكاميرون لمساعدتها على تنظيم هذا الحدث القاري، مضيفة: "لقد اقتنع الكاميرونيين السذج بهذا الخطاب، وتم التصويت لصالح المغرب لاستضافة مونديال 2026، وفي النهاية سحب تنظيم كأس إفريقيا من الكاميرون". لم تكتف الصحيفة ذاتها بمهاجمة المغرب وكيل الاتهامات له، بل إنها هاجمت أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي أيضا، معتبرة أنه صرح لإحدى القنوات الإفريقية، "بسوء نية"، بأن الكاميرون غير قادرة على استضافة كأس إفريقيا، وبأنه أصبح أكثر ترددا على الدارالبيضاء لملاقاة نائبه فوزي لقجع أكثر من تردده على القاهرة، حيث المقر الرئيسي للاتحاد الإفريقي. وختمت الصحيفة الكاميرونية مقالها بأن فتح الاتحاد الإفريقي باب الترشيحات، من جديد، أمام الدول الراغبة في احتضان كأس إفريقيا 2019، "هو مجرد طعم"، بداعي أن التظاهرة ستقام في المغرب بالتأكيد.