اعتراف: كم مرة سقطتُ و تناثرت من جيوب روحي المحطَمة أيام سجينة و ذكريات مهشَمة. كان الموت دائما يتفادى رحيلي إليه.. ربَما لأنه يعرف أنني ابنه المقدَس.. أو ربَما لأنَني متُ قبل أن تولد ملامح ليلي البهيم.. على جنبات قمري المطيع تهرب من ثنايا أضلعي أنهار حكيمة.... موجات لقيطة... و أسئلة حارقة. وحده الغراب الأزرق الواقف على غصن كتفي الممزَق ينشد قصيدته المتوهجة بحنجرة مبحوحة....... لتحيى كل الصور اللاصقة على جدار دموعي يجب عليَ أن أطوي خطواتي و أضعها في جوف غيوم صديقة. أنام مرتحلا و أسقط من جديد كبناية وحيدة مصابة بالكآبة. لتستطيع الريح أن تسافر إلى أمكنة عذراء يجب عليَ أن أفتح كلَ النوافذ التي هجرتها شرفاتها. الموت لغتي الأولى حيثما نطقت تسقط جثة و أينما ارتحلت تنبعث روح جديدة. جنس: تمدد أيها الجسد المعذب على شفير رعشتك و اصنع بلعابك الشبق قصائد من وهم و جنون.. اقتلع مساميرالغوايات من صناديق اللذة واغمس وجهك المتسلل من شقوق النهد في جوف أرحام من لهب و عبور.. المرأة العارية جنبك تشتهيك كلما كتبت قصيدة جديدة بألمك السرمدي.. جسداكما الملتهبان دوما يصيران بركانا أرجوانيا فتغار منكما الغرفة .. يتلوى الكرسي الوحيد المرمي في الركن... تشعل الكتب القديمة مدادها الحزين.. تحترق الشراشف.. و يتعرق جبين الجدران... هيه...فلتقترب أيها الهواء المختنق.. فلتتوغلي أيتها الحيوانات المنوية لتتلاحمي مع آهات باذخة حتى يولد الإله الصغير و ترتطم المجرات والكواكب في رحم النقطة ........................... ........................... لا شيء سوى الظلام غسل وجهه... بوجهه... أفطر بكلمة خجل.. ارتدى حلمه مسرعا.. ثم انصرف هاربا.. كعادته.. تاركا جسدها منكمشا في القصيدة المتورمة بين أحضان الديوان المهزوم جراح في طور التشكل: كل هذا المكان الفظيع لم يعد يتسع لغرف الطين الغارق في منافي نزواته اليابسة.. لم يعد يحترق جمرات اندثار.. كل هذا المكان الفظيع يحتويني ألما بحجم الوطن.. ينتشلني بمخالبه البلاستيكية.. ليرميني في مسودات ملامحي الخافتة.. لا يزال يورطني في حروب لم أستطع أن أحترف هزائمها.. يتقيأ أصواتي.. يرفض خطواتي ... يحرث بتضاريسه..ألوانه.. في جوف أمعائي ما تبقى من نبيذ المساء جحيم السؤال: حين تتألم الألوان الباكية ذارفة دموعها في صدر المكان.. حين ترتعش الذكريات المغتربة... ساقطة.. ساخطة.. من ثغر الرياح الشاردة.. حين يصبح الموت لعبة يمزقها الطفل المستنسخ.. حين تعلن الجرذان العسكرية غضبها على الشاعر المتمرد.. حين تدخن سجائر المكان.. وفمك مضرب عن الكلام.. حين تكتبك قصيدة و يتألم القلم.. حين تغار منك أعين المقهى عن بسمة أفلتت منك.. حين تشمئز لمنظر الناس في ساحة المدينة.. حين تحاول الموت في أول حرف أبجدي.. حينئذ..فقط تنسحب من فجوة كأسك المقهور.. لترمي بنفسك في أول موجة ... متوجهة إلى جحيم السؤال ================ يوسف الأزرق