تستعد تركيا لاحتضان النسخة الثانية من منتدى الأعمال التركي – الافريقي شهر أكتوبر المقبل الذي تتوخى منه جمهورية إردوغان تعميق العلاقات الاقتصادية مع قارة تسيل لعاب الدول الكبرى بفضل أرقامها ومؤشراتها المسجلة في السنوات الأخيرة، ووجهت لهذا الغرض الدعوة للدول أعضاء الاتحاد الافريقي للمشاركة في فعالياته. تركيا كانت حريصة على إقصاء ممثلي جبهة البوليساريو الذين يدعون تمثيل الجمهورية الوهمية في المحافل الدولية، وحسب مصادر تركية فإن المشرفين على المنتدى أرسلوا دعوات المشاركة إلى 54 دولة عضو في الاتحاد الافريقي باستثناء "الجمهورية العربية الصحراوية" التي لا وجود لها إلا في أحلام ابراهيم غالي.
ويمثل ما أقدمت عليه تركيا ضربة قوية للجبهة الانفصالية التي تبحث عن المنافذ المتاحة بشتى السبل لترويج مغالطاتها في المحافل الدولية بحثا عن الدعم كيفما ما كانت طبيعته، وبالتالي فإن استثناء استدعاء الجبهة للحضور هو بمثابة تأكيد من بلاد الأناضول أنها تقف في صف المغرب وتدعم وحدته الترابية.
موقف تركيا ينسجم مع ما تروج له سياساتها الخارجية التي تدين تدخلات دول في شؤون أخرى وترفض الاصطفاف إلى جانب حملة الأفكار الانفصالية في مختلف دول العالم، وكان آخرها مواجهتها القوية لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق خاصة وأن رئاسة البلاد تتخذ من محاربة مسلحي حزب العمال الكردستاني ''بي كا كا'' وحزب الاتحاد الديمقراطي المعروف اختصارا ب "ب ي د" هدفا أسمى للحفاظ على الوحدة الترابية وتماسك مكونات المجتمع.
ويذكر أن النسخة الأولى للمنتدى عرفت اتفاق الأعضاء المشاركين على تمتين العلاقات بين الجانبين، في إطار المشاريع التي تم وضعها لأجندات الشراكة التركية الإفريقية لعام 2063، ومنها مشاريع المواصلات، والكهرباء، والطاقة، والمشاريع الأخرى المتعلقة بالبنية التحتية.
وينتظر أن تكشف تركيا خلال هذه المنتدى الذي يشارك فيه رئيس البلاد رجب طيب إردوغان، عن معطيات وأرقام جديدة بخصوص معاملاتها التجارية مع دول القارة الإفريقية التي باتت سوقا خصبة للاستثمارات والبضائع التركية.