ما تزال قضية الطفلة اسمهان، ضحية الاغتصاب المقرون بالاختطاف والقتل بدوار البرجة التابع ترابيا للجماعة القروية آيت إيمور ضواحي مراكش، تثير الكثير من ردود الأفعال المتتالية، خاصة من طرف جمعيات المجتمع المدني، في الوقت الذي ينزف قلب عائلة الضحية دما، بعد أن فقدت فلذة كبدها في جريمة بشعة جرت تفاصيلها الثلاثاء المنصرم. بعد القبض على مقترف الفعل الجرمي في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الأخير من طرف عناصر من سرية الدرك الملكي بمركز أكفاي ووضعه تحت تدبير الحراسة النظرية وبعد إعادة تمثيل الجريمة، نار الألم لم تخمد لدى أم الضحية اسمهان وهي تحكي بحرقة في تصريحها ل"الأيام 24": "أريد أن يمثُل الجاني أمامنا ويُنفذ فيه حكم الإعدام، لأن الزج به وراء القضبان لن يشفي غليلنا ولن تبرد النار المشتعلة في قلبي".
تبكي بحرقة والحزن يخيم على وجهها، بعد أن خطفت يد الجرم ابنتها ذي 11 ربيعا بطريقة مؤلمة، ما جعلها ترفض رفضا قويا عبارة "سرادق عزاء" أو "الجنازة"، لأن الجنازة الحقيقية وعلى حد اعتبارها هو أن تأخذ حق ابنتها كاملا غير منقوص ويُنتصر للحق في هذه القضية، قبل أن تقول: "هذا هو الظلم.. ابنتنا رحلت عن هذا العالم وهي صغيرة، لم نقترف أي ذنب ولم نظلم أحدا قط والجيران يشهدون على ذلك".. بهذه العبارات ختمت حديثها ووجهها يختزن مجموعة من التفاصيل عنوانها العريض الألم والحزن منذ أن تناهى إلى مسامعها خبر العثور على جثة ابنتها بين أشجار الكاليبتوس بعد تجريدها من ملابسها وآثار التعذيب بادية على جسدها بشكل واضح.
التلميذة الضحية كانت تدرس بالمستوى السادس ابتدائي بفرعية البرجة التابعة لمجموعة مدارس إبن الونان الموجودة بتراب الجماعة القروية آيت إيمور ويوم الواقعة، كانت عائدة إلى منزل أسرتها الذي يبعد عن المدرسة بحوالي 700 متر، قبل أن تفاجأ بأحد الأشخاص يعترض سبيلها، فكانت الفاجعة، ما دفع جمعيات حقوقية تدخل على الخط في هذه القضية، من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش، حيث أعربت عن تنديدها الشديد لاغتصاب الطفلة اسمهان، خاصة وأن المعتدي وهو في العشرينيات من عمره ومن ذوي السوابق العدلية، سبق وأن استفاد من تخفيف العقوبة الحبسية على خلفية اغتصاب طفلة عمرها 11 سنة، كما تحرّش بإحدى الأستاذات وحاول اغتصابها قبل أن تنفذ بجلدها.