بعد أشهر من الصمت عادت جبهة البوليساريو للحديث عن ملف الكركرات، ووجهت رسالة إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس. الرسالة التي تحمل توقيع ابراهيم غالي تشكو من تواجد القوات المغربية في المنطقة العازلة بالصحراء. وقبل ساعات من اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2351 بشأن الصحراء ، استجابت جبهة البوليساريو للضغوط الدولية التي مورست عليها وسحبت مليشياتها من منطقة الكركرات، ومنذ ذلك الحين عادت الأوضاع في المنطقة إلى ما كانت عليه في السابق. وتم استئناف النشاط التجاري، بحيث عادت الشاحنات المغربية لتمر من المنطقة العازلة باتجاه الحدود الموريتانية دون وقع حوادث تذكر. وبعد ستة أشهر من عودة الأوضاع في منطقة الكركرات إلى ما كانت عليه قبل ارسال جبهة البوليساريو لميليشياتها، بعث ابراهيم غالي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قال فيها "إن جبهة البوليساريو لا يمكنها أن تقبل، ولن تقبل باستمرار الأمور على هذه الحال".
وأضاف غالي في رسالته، حسب ما أوردته "يا بلادي"، "أن الوجود المغربي في الشريط العازل يشكل خرقا مباشرا لشروط وقف إطلاق النار وتغييرا لاشرعيا وأحادي الجانب للوضع القائم على الأرض"، مشيرا إلى أن "هذه الوضعية تتطلب حلا عاجلا".
وطالب الأممالمتحدة بتحمل مسؤوليتها "من خلال فرض تطبيق القرارات والتوصيات الأممية ونصوص القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
ورغم أن ابراهيم غالي وقيادة الجبهة الانفصالية سارعوا بعد التصويت في مجلس الأمن على القرار 2351، إلى الحديث عن تحقيقهم "انتصارا" كبيرا على حساب المغرب، إلا أن الرسالة الموجهة للأمم المتحدة تقر بحقيقة فشل جبهة البوليساريو في تغيير الوضع القائم في منطقة الكركرات.
وتأتي عودة جبهة البوليساريو للحديث عن منطقة الكركرات، في الوقت الذي لم يضع فيه مجلس الأمن الدولي أي موعد لمناقشة نزاع الصحراء في شهر دجنبر الجاري. وتحاول جبهة البوليساريو من خلال هذه الرسالة دفع الدول المساندة لها إلى ممارسة ضغوط على المغرب، خصوصا وأنه ومنذ 29 أبريل الماضي لم يثر موضوع الكركرات إلا لماما.