في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات البوليساريو الانفصالية خرق توصيات الأممالمتحدة باقتحامها معبر الكركرات وعرقلة المرور عبره، ومن ذلك منعها سباق السيارات موناكو-داكار الذي يمر بالصحراء المغربية في اتجاه موريتانيا، يتجدد التساؤل حول إمكانية استعمال المغرب القوة للرد على هذه التصرفات التي تنتهك سيادته الوطنية. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عبّر في بيان له عن قلقه العميق إزاء التوتر المتصاعد بالمنطقة، مع الدعوة إلى تهدئة الأوضاع وضبط النفس إلى أقصى درجة، مؤكدا على لسان المتحدث الرسمي باسمه أن "انسحاب عناصر البوليساريو في أبريل 2017، إلى جانب الانسحاب المبكر للقوات المغربية من المنطقة العازلة، أمر بالغ الأهمية لتهيئة أرضية مواتية لاستئناف المفاوضات والحوار تحت رعاية المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر". وتعليقا منه على الاستفزازات المستمرة للبوليساريو، يرى عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن "البيان الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بمثابة تحذير أممي لجبهة البوليساريو حول الأعمال التي قامت أو تنوي القيام بها عن طريق نشر بعض أفراد من ميليشياتها لعرقلة المرور في المنطقة العازلة"، مبرزا أن "هذا التحذير الأممي يُعطي للمغرب حق الدفاع الشرعي عن النفس ضد كل عمل عدواني طائش قد تقوم به البوليساريو في المنطقة العازلة". وسجل اسليمي في تصريح لهسبريس أن "البوليساريو بنشرها لأفراد من ميليشياتها ومحاولتها عرقلة المرور في المنطقة العازلة تكون بصدد تحدي مجلس الأمن مرة أخرى وخرق قواعد قانونية دولية؛ الشيء الذي يُعطي للمغرب بمقتضى قواعد ميثاق الأممالمتحدة حق الدفاع الشرعي عن النفس"، مبرزا أن "بيان الأمين العام المدعوم بمرجعية قرار مجلس الأمن رقم 2351 يفتح فرصة قانونية للتصدي لكل المخاطر الموجودة في المنطقة العازلة". "المطلوب مراقبة الوضع لكون التهديدات والتحركات التي قامت بها البوليساريو جعلتها تسقط في فخ تحمل مسؤولية أي حدث عدواني قد يمس الأفراد العابرين للمنطقة العازلة نحو موريتانيا"، يقول أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي نبه إلى أن "السياق الذي تعود فيه البوليساريو إلى التهديد بهذه الأعمال العدوانية الطائشة مرتبط بدرجة اليأس الذي تشعر به قيادة الجبهة متمثلة في إبراهيم غالي ورئيسه الحربي القايد صالح في الجزائر"، مشيرا إلى "شعورهما بأن مقاربة غوتيريس وممثله الجديد الألماني كولر باتت مختلفة". وسجل اسليمي في هذا الصدد أن "التهديد بأعمال عدوانية تُرتكب في المنطقة العازلة من طرف مليشيات البوليساريو يأتي بعد أحداث جوهرية في ملف الصحراء"، مذكرا بالخصوص بما اعتبره "تحول المقاربة الأمنية في النظرة للملف، وتقييم القوى الكبرى لما يجري في المنطقة بكون كل ما يمكن أن يحدث فيها من انزلاقات للبوليساريو بتحريض جزائري سيعصف بالأمن والسلم الإقليميين". وأكد رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني على "التفوق الجيو-استراتيجي الكبير الذي أحدثه المغرب في المنطقة؛ الشيء الذي خلق عزلة للجزائر والبوليساريو وضيّق هامش تحركهما"، موردا أن "كل هذا دفع جنرالات الجزائر إلى التخطيط مرة أخرى لتخوض البوليساريو حربا بالوكالة ضد المغرب يكون منطلقها أعمال عدوانية تبدأ من المنطقة العازلة".