ذهبت تهديدات جبهة البوليساريو الانفصالية أدراج الرمال المتحركة، اليوم الاثنين، بعبور رالي "أفريكا رايس" منطقة الكركرات بسلام، بعدما هددت الجبهة في وقت سابق باعتراض سبيل المشاركين لحظة دخولهم المنطقة العازلة في اتجاه موريتانيا. وكان المغرب قد نبّه أعضاء مجلس الأمن ال15 إلى خطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من "البوليساريو" بالكركارات، وتهديدات هذه الأخيرة بمنع مرور رالي "إفريقيا إيكو رايس" يومه الاثنين. ودعت المملكة كافة محاوريها إلى تحمل مسؤولياتهم فورا وبشكل حازم، ومطالبة "البوليساريو" بمغادرة منطقة الكركارات بشكل فوري، ودون قيد أو شرط. وكشف محمد الخطابي وقاس، عضو باللجنة المنظمة لرالي أفريكا رايس، في تصريح لهسبريس، أن "جميع المشاركين عبروا بنجاح الطريق الرابطة بين مركز الحدود المغربي ونظيره الموريتاني في الكركرات بدون وجود أي مشاكل، وأن السباق مر في أحسن الظروف خلافاً لما تروج له جبهة البوليساريو، قبل أن يُضيف: "سيارتي كانت آخر سيارة تعبر الحدود ونحن الآن نوجد في دولة موريتانيا الشقيقة". وحول وجود ميليشيات البوليساريو بالمنطقة أكد أن عناصر منهم راقبت الوضع عن كثب منذ بداية انطلاق السباق، اليوم الاثنين، وطلبوا من بعثة المينورسو عدم استفزازهم من قبل المشاركين في السباق، وأشار إلى أن "سيارتين عسكريتين تابعتين للجبهة من نوع تويوتا كانتا توجدان بالقرب من المنطقة العازلة ولكنهما لم تحركا ساكناً". وأوضح عضو اللجنة المنظمة أن "الوضع فوق رمال الكركرات يختلف تماماً عن التهديدات التي تروج لها جبهة البوليساريو بين الفينة والأخرى"، وقال إن السلطات الموريتانية قدمت لهم تسهيلات كبيرة بخصوص الإجراءات الجمركية لدخول البلاد، وزاد موضحاً: "دخلت إلى موريتانيا بدون حتى طباعة جواز سفري، وقالوا لي: هذه بلادك وسوف نقوم بطباعته خلال مرحلة العودة"، في إشارة إلى عودة العلاقات الجيدة بين الرباط ونواكشوط. من جهة ثانية، أفادت مصادر خاصة لهسبريس بأن قيادة جبهة البوليساريو بدت غاضبة اليوم لأن منظمي السباق لم يعترفوا بما يُسمى ب"الوضع الاستثنائي" في الأقاليم الصحراوية، خصوصا بعدما وضعوا على مسار السباق على الإنترنت العلمين المغربي والموريتاني. وكان أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، قد نبه "البوليساريو" إلى خطورة إقدامها على عرقلة الحركة التجارية والمدنية بالكركرات، والتهديدات المتواصلة بخرق وقف إطلاق النار من طرفها. ودعا إلى تهدئة الأوضاع وضبط النفس إلى أقصى درجة، وشدد على أن "انسحاب عناصر البوليساريو في أبريل 2017، إلى جانب الانسحاب المبكر للقوات المغربية من المنطقة العازلة، أمر في بالغ الأهمية لتهيئة أرضية مواتية لاستئناف المفاوضات والحوار تحت رعاية هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء". من جانبه، أشار عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، إلى أن "المملكة المغربية أوفت بالتزاماتها منذ أزمة العام الماضي، ولم تقم بأي عمل يؤثر على الوضع بالمنطقة العازلة في الكركارات. كما أنها تتحلى بضبط النفس انسجاما مع الرغبة المعبر عنها من لدن الأمين العام؛ غير أن لصبرها حدودا".