كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضع خطة تجارية بديلة من أجل تزويد المغرب ومعه بلدان افريقية، بالحبوب، دون الحاجة إلى أوكرانيا التي تخوض معها الحرب في الوقت الراهن. المجلة البريطانية، واسعة الانتشار، أفادت بأن قطر و تركيا ستتدخلان في العملية خارج نطاق الأممالمتحدة، والغرض من الخطة البديلة التي تقترحها موسكو، إخراج أوكرانيا من الأسواق العالمية، وانطلق الأمر بانسحاب روسيا، خلال الأسبوع الجاري، من صفقة تدعمها الهيئة الأممية.
وتتمثل الخطة، وفق المنبر الإعلامي، في أن تدفع قطر بموجبها لموسكو قصد شحن الحبوب الروسية إلى تركيا، والتي ستوزع بعد ذلك المحصول على "البلدان المحتاجة" مثل المغرب مصر أو السودان أو الجزائر.
جزء من حركة النقل البحري، وفق "فاينانشيال تايمز"، إلى دول جنوب الصحراء الكبرى، سيمر عبر ميناء لاس بالماس في سفن ترفع العلم التركي، لأنه عن طريق البر سيكون خطيرًا للغاية بسبب عمليات الجريمة المنظمة والجهاد الإسلامي.
وأشارت المجلة إلى أن كييف تتابع، إلى جانب العديد من الدول الأوروبية، عرض روسيا، خاصة بعد الحصار البحري لموسكو على موانئ أوكرانيا في البحر الأسود، والتي تعد شريان حياة الاقتصاد الحيوي للبلاد.
واصلت روسيا قصفها العنيف للمدن التي تحتوي على الموانئ الأوكرانية، منذ انسحابها من اتفاق البحر الأسود الذي توسطت فيه الأممالمتحدة و تركيا والذي سمح بتصدير 33 مليون طن من الحبوب. ووصفت أوكرانيا هذه الإجراءات بأنها "محاولة لتدمير القدرة على توفير الغذاء لدول جنوب الكرة الأرضية". تذكر الصحيفة.
طرحت روسيا لأول مرة فكرة توريد الحبوب لأفريقيا العام الماضي، و سترسل روسيا ما يصل إلى مليون طن من الحبوب إلى تركيا "على أساس تفضيلي". ستدفع قطر الفاتورة بالكامل و سيتم توريد الحبوب إلى تركيا لشحنها إلى إفريقيا"، وفق المجلة البريطانية دائما.
و ستدفع روسيا بهذا الاقتراح في قمة مع القادة الأفارقة في سانت بطرسبرغ الأسبوع المقبل، و أيضا عندما يزور بوتين تركيا في غشت المقبل.
يؤكد بوتين بأن روسيا انسحبت من صفقة الحبوب بسبب إحجام الاتحاد الأوروبي عن إلغاء العقوبات المفروضة على المدفوعات والشحن والتأمين على الصادرات الزراعية لموسكو. وأكد أنه على استعداد للانضمام مرة أخرى بمجرد استيفاء هذه الشروط.
وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن روسيا ما زالت "تؤيد" الصفقة و دعا الغرب إلى تقديم تنازلات لبوتين بشأن هذه القضية.
ومع ذلك، يعتقد مؤيدو أوكرانيا أن اقتراح موسكو هو في الواقع وسيلة لممارسة ضغط إضافي على كييف.
واشتكى بوتين هذا الأسبوع من أن الدول الغربية تمنع موسكو من إرسال أسمدة مجانية إلى إفريقيا.
على سبيل المثال، تشير كينيا، وهي مستهلك للحبوب والأسمدة الروسية، إلى أن الإجراء الروسي كان بمثابة "طعنة في الظهر" "تؤثر بشكل غير متناسب على البلدان" في منطقتها.
ويتعرض القادة الأفارقة الآخرون لضغوط من الولاياتالمتحدة لإدانة روسيا بشأن قضية الحبوب وبالتالي عدم السفر إلى سان بطرسبرغ.