تتعاظم الأزمات في أوروبا ملقية بظلالها الباردة في المناطق البعيدة وإلى مختلف أصقاع الأرض. اشتدت الأزمات فانتشر اللاعبون الكبار "القوى العالمية" من فرنسا إلى إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وروسيا، هذا المارد الذي قلّب مواجع الأوروبين وذكرهم بماض مأسوف على ذكرياته وجراحه. وصلا إلى قطبي الأرض، الولاياتالمتحدةالأمريكية المدججة بأسلحتها واقتصادها، والصين المتأبطة تكنولوجيا خارقة مكنتها حتى من "التجسس" من فوق السحاب بمناضيد على واشنطن المحصنة بعتادها. هؤلاء اللاعبون فرقتهم المصالح فراحوا باحثين عن مناطق نفوذ، فكانت الوجهة القارة الإفريقية، واستثمار حالة "تشرذم" يعيشها شمالها في منطقة "المغرب العربي" المثقل إكراها وإمعانا بملفات أ التوتر الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب أمر مألوف وهو القاعدة لا الاستثناء. في كل فترات التوتر، وعلى اختلاف درجاته، كانت فرنسا حاضرة بشكل أو بآخر. لكن منذ حوالي سنة ونصف السنة تعيش منطقة شمال إفريقيا على وقع مستوى أخطر من هذا التأزم ومن الخوف من تمدد تداعياته المُتعِبة إلى دول الجوار. اليوم لا تستطيع تونس أن تفكر في قرار أو تحرك إقليمي دون أن تحسب حساب ردود الفعل عليه في المغرب وفي الجزائر. الشيء نفسه مفروض على موريتانيا وليبيا ويمتد إلى مالي والنيجر. وينسحب الأمر حتى على فرنسا مع فرق أن الصراع الجزائري المغربي لا يُفقد الدبلوماسية الفرنسية استقلاليتها وحرية حركتها، ولا يؤثر سلبا على خططها الخارجية.