صمت قوي وقطيعة غير مسبوقة تلك التي تعرفها العلاقات المغربية التونسية التي تضررت بشكل كبير بعد إقدام الرئيس التونسي لاستقبال زعيم تنظيم كما يسمى ب"البوليساريو"، إبراهيم غالي، خلال فعاليات القمة اليابانية-الإفريقية.
ومنذ أن سطعت للأفق أنباء إقدام الرباط على مراجعة العلاقات مع تونس خاصة في الشق الاقتصادي المتعلق باتفاقية التبادل الحر، لم تظهر أدنى مؤشرات التقارب في وجهات النظر بين البلدين.
وكان "وقع صدمة" استقبال زعيم البوليساريو في تونس، "الأخير الذي يعتبر تاريخيا بلدا محايدا في قضية الصحراء"، "قويا" داخل الرباط، والتي ردت في بلاغين شديدي اللهجة عن رفضها للمبررات التونسية، في وقت امتدت فيه الردود المغربية في المجال الرياضي، إذ قاطعت فرق مغربية في عديد من المجالات مقاطعتها التظاهرات المقامة بالأراضي التونسية.
وفي غياب أي مؤشرات حول التقارب بين البلدين، تعزز تونس علاقاتها "الاستراتيجية" مع جارتها الجزائر، إذ أكد وزير الخارجية الجزائري خلال أخر زيارة له لتونس على عمق العلاقات بين البلدين، وعلى توافق الرؤى بينهما في جل القضايا والتهديدات المشتركة.
ويظهر جليا مدى هذا التوافق، إذ غابت كل من الجزائروتونس عن الاجتماع الأمني رفيع المستوى "5 + 5 دفاع"، والذي سبق وأن انعقد في العاصمة المغربية الرباط، وهو الغياب الذي كان متوقعا بسبب تدهور العلاقات بين المغرب وتونس وحليفتها الجزائر. وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي حسن بلوان إن " العلاقات المغربية التونسية تتجه للجمود، ولن يحدث في المستقبل أي تغيير في صلابة الموقف المغربي الرافض للمساس بوحدته الترابية".
وأضاف بلوان في حديثه ل"الأيام 24″، أن "الرئيس التونسي لم يقدم لحدود الساعة أي مؤشرات على حسن النية لديه"، مضيفا: " المؤسسات الدستورية بتونس لاتزال "مختطفة" من قبل قيس سعيد مما يضفي عليه نوها من "عدم الشرعية".
وأورد المحلل السياسي، أن المغرب أصبح ينتهج سياسية صارمة مع الدول التي تنتهج أفعالا معادية للوحدة الترابية للمملكة، وهو ما يجعل المغرب متمسكا بموقفه من الدولة التونسية.
مضيفا، أن " التقارب التونسيالجزائري لا يؤثر على الرباط، إذ يعتبر تحالفا هشا سينتهي مع رحيل قيس سعيد، وهي المرحلة التي تعتبر بحسبه "مناسبة" لعودة العلاقات مع المغرب.
وشدد المتحدث ذاته، إلى أن "تونس لحد الساعة لم تخرج بموقف جديد معادي للوحدة الترابية للمملكة، وهو ما يجعلها تحافظ نسبيا على حيادها من قضية الصحراء، لكن كان لاستقبال إبراهيم غالي في القمة اليابانية-الإفريقية ضرر كبير على هذا الموقف الحيادي.