وجّه عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رسائل سياسية واضحة وأخرى مبطّنة، خلال زيارته لقبر عبد الكريم الخطيب، مؤسس "العدالة والتنمية" بالرباط، لخصومه قبل مواليه داخل حزبه. ولم تخلو هذه الرسائل من بعض اللوم والعتاب الذي وجهه زعيم الإسلاميين إلى من يهمهم الأمر ( القصر وإخوانه في الحزب)، خاصة بعد أن تم إعفاؤه من مهمة تشكيل الحكومة وما أثاره القرار من جدل وانقسام بعد تعيين سعد الدين العثماني مكانه كرئيس للحكومة،عندما تحدث عن "الكرامة والثقة". رشيد لزرق الباحث المتخصص في الشأن الحزبي يرى في تصريح ل "الأيام 24"، أن ابن كيران من خلال رسائله التي بعثها، أراد التلميح أن عزله ضرب لكرامة المواطنين، وأن الحكومة الحالية حكومة الإهانة، وذلك في رد مبطّن على العثماني والوزراء الذين يريدون تصفيته سياسيا، خاصة بعد خرجة مستشار الملكي فؤاد علي الهمة الذي حمله المسؤولية السياسية عن ما يقع في الحسيمة. فابن كيران الذي تعمّد التركيز من أمام قبر الخطيب الزعيم التاريخي ل "العدالة والتنمية"، على أن "الملكية أساس بناء الدولة بعد الدين ولا يمكن لحزبه أن يتلاعب به وأن وفاء الحزب للملكية صادر عن قناعة عقائدية وعهد ثابت بيننا وبين الخطيب"، "أحس بالخذلان من طرف إخوانه الذين أخرجوه من اللعبة وعملوا على تقديم تنازلات مذلة في الحدود القصوى، لدرجة أن وجود بن كيران على رأس الحزب بات محلّ جدل"، يضيف المحلل السياسي. وهذا الأمر، يؤكد لزرق، أثر دون شك على وحدة التنظيم، رغم أن قواعد العدالة والتنمية بحكم تكوينهم داخل الجماعة يميلون إلى السم والطاعة، غير أن طريقة اقتسام الغنائم الحكومية و عدم التجديد جعل صقور حزب المصباح، غير قادرين على الالتزام والقبول ببعض المواقف السياسية التي يلتزم بها الحزب، وهو ما يؤشر إلى أنّ حجم الاحتقان سيتّسع في المرحلة القادمة. وإذا كانت السياسة ليست إلا فنَّ الممكن وفنَّ تقديم التنازلات المحسوبة في الزمان وفي المآل، خاصة عندما يكون المشهد العام ليس في صالحهم، والوضع الاجتماعي محتقن، فلن يكون أمام ابن كيران الذي تعوّد الحديث في أي مناسبة وعن أي مناسبة من دون مقدمات أو ضوابط معينة، إلا أن يؤكد على أن دور الحزب ومهمته سواء كان داخل الحكومة أو خارجها هو الإصلاح وخدمة المصلحة العامة، حتى يضمن الحزب إعادة تموقع في اللعبة السياسية و الاستفادة منه في توسيع كتلته الانتخابية.