رغم توجيه نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، ندائه إلى قيادات الحزب ومناضليه بالالتزام بالتعبير عن مواقفهم داخل مؤسساته، إلا أن "صقور" الحزب اختاروا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشن حرب جديدة فيما بينهم، ونشر غسيل كواليس تشكيل الحكومة التي قادها سعد الدين العثماني مباشرة بعد تعيينه. وهاجم وزير الطاقة والمعادن عزيز الرباح، البرلمانية أمينة ماء العينين في مسقط رأسها بتيزنيت واتهمها بقبول مسار التنازل باختيارها منصب نائب رئيس مجلس النواب، فوجهت البرلمانية مدفعيتها صوب الرباح مستغربة عدم تقديم استقالته من الأمانة العامة بعد تشبثه بمشاركة الاتحاد الاشتراكي الذي رفضته أمانة "المصباح".
وعلى الرغم من محاولة رأب الصدع من زعيم الحزب ومعه سعد الدين العثماني، واحتواء ضغوطات القواعد بشتى الطرق، إلا أن خلافات قيادات حزب "العدالة والتنمية" طفت على السطح بشكل كبير، مما ينذر بحدوث انقسامات قوية قد تعصف بقواعد الحزب.
رشيد لزرق الباحث المختص في الشؤون الحزبية، يرى في تصريح ل"الأيام"، أن قواعد العدالة والتنمية يميلون بطبيعة تكوينهم إلى "حركة التوحيد والإصلاح"، مبرزا أنهم غير قادرين على الالتزام والقبول ببعض المواقف السياسية التي يلتزم بها الحزب، وهو ما يؤشر إلى أنّ حجم الاحتقان سيتّسع في المرحلة القادمة، خاصة وأن المسار يفرض على العثماني طي صفحة التجاذبات السياسية، وترك ابن كيران يلعب دور التنفيس داخل تنظيم العدالة والتنمية للمحافظة على وحدته،يؤكد لزرق.
وتابع المحلل السياسي، بأن "البيجيدي"، سيخسر عددا من كثلته الناخبة بعد إلباس سعد الدين العثماني جبة البراغماتية السياسية، وهذا الطرح يدعو إلى التحلي بنهج براغماتي من خلال ضرورة عدم الانجرار، أمام ردة الفعل والتعامل مع التحول السياسي برؤية براغماتية، وبما أن صقورها غير قادرين على الالتزام والقبول ببعض المواقف السياسية التي يلتزم بها الحزب، فإن مواقف ابن كيران تحاول تقزيم حجم التباين، لأن التصعيد جيد لضمان وحدة القواعد خلفه ولعب دور الضحية.
وأضاف المتحدث نفسه، بأن رئيس الحكومة، يحاول تدبير المرحلة بالجمع بين الطرفين، في سعي منه لضمان التهدئة، وضمن هذا السياق جاءت زيارته لمقر التوحيد الإصلاح، كرسالة للدولة في إطار لعبة تبادل الأدوار، بين الدعوي و السياسي، كأمر واقع في المعادلة السياسية، ووقف التصريحات التحريضية التي يقوم بها بعض صقور العدالة والتنمية و التي هي ترجمة لرؤية شيوخ الجماعة، وفق لزرق.