انتفض عبد العالي حامي الدين، وأمينة ماء العينين القياديين في حزب العدالة والتنمية في وجه سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المعين، بعد أن تم إقصاؤهما من لائحة الاستوزار التي قدمها هذا الأخير إلى الملك. وفي الوقت الذي اعتبر فيه حامي الدين بأن حكومة العثماني، هي حكومة مفروضة على أحزاب مسلوبة الإرادة، طالبت ماء العينين بعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني لحزب المصباح، وذلك كرد فعل على "تنازلات" العثماني وعدم استشارة الأمانة العامة في تفاصيل تشكيل حكومته كما كان يفعل سلفه عبد الإله ابن كيران الذي تم استبعاده من المهمة بسبب "البلوكاج" الذي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر. ولا شك أن حزب العدالة والتنمية، يمر بأزمة داخلية حادة في هذه الفترة، فجرته غضبات القياديين في الحزب، خاصة بعد قبول دخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة وتولي عبد الوافي الفتيت والي الرباط لمنصب وزير الداخلية في حكومة العثماني، بعد أن دخل في صراع طويل مع عمدة العاصمة المنتمي لنفس الحزب، وهو ما ينذر بحدوث تطورات تعصف بكيان الحزب. رشيد لزرق الباحث المختص في الشأن السياسي والبرلماني، يرى من خلال تصريح ل"الأيام24"، بأن قوى الصقور المرفوضة داخل لائحة الاستوزار، وظاهرة التأليب ،عادية في أي حزب على اعتبار أن حلمهم في التمكين والهيمنة على الحكومة قد تحول إلى سراب، وبالتالي، يضيف لزرق،" تصوري للمرحلة هو محاولة الضغط وتأويل الدستور لتأويل بنكيراني، بعد أن حاولوا تقييد سلطة الملك في اختيارات والواقع أظهره بلاغ الديوان الملكي الذي كشف أن تحليلاتهم جانبت الصواب بعد استبعاد ابن كيران وتعيين شخصية أخرى من ذات الحزب". وأكد المحلل السياسي، أن ردة فعل صقور الحزب التي انتفضت في وجه العثماني، أمر عادي في أي استحقاقات مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكلمة الأولى والأخيرة لحركة التوحيد والإصلاح، كونهم يلعبون دور المرشد لهذا التنظيم السياسي. وخروج شيوخ الحركة، يؤكد لزرق في حديثه للموقع، كفيل بجمع شتات الحزب والحفاظ على وحدته، لأن الحزب في الأصل وإن كان يظهر في شكله أنه حزب مدني فإن في جوهره ونواته الأصلية هو حزب ديني يعتمد على التوحيد والإصلاح، وبالتالي، إذا باركوا هذه التجربة فإن احتمال الانشقاق يبقى بعيد المنال أما إذا أظهر شيوخ التوحيد والإصلاح رفضا لذلك فإن التجربة لن تستمر .