تستمر حملة منع أعضاء وقيادات حزب العدالة والتنمية من التعبير عن آرائهم في عدد من المواضيع الشائكة، آخرها تداعيات تشكيل حكومة سعد الدين العثماني؛ إذ وجه سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، توجيها إلى عموم أعضاء حزب العدالة والتنمية في هذا الإطار. ويقول العمراني في توجيهه: "وجب التنبيه إلى أن بعض التدوينات وبعض التصريحات الإعلامية لبعض أعضاء الحزب قد تتجاوز حدود الرأي الحر والنقد البناء، مما يتطلب من عموم الإخوة المناضلين والأخوات المناضلات، وهم يمارسون حقهم في التعبير وحريتهم في التفكير، التقيد بالضوابط والقواعد الأخلاقية والسياسية المتعارف عليها فيما بيننا". وواصل قائلا: "لقد سبق للأخ الأمين العام، الأستاذ عبد الإله ابن كيران، خلال لقاءيه التواصليين مع اللجنة المركزية لشبيبة الحزب وبرلمانييه وكذا خلال اجتماعه مع اللجنة الوطنية للحزب، أن وجه مسؤولي الحزب وعموم مناضليه إلى عدم الخوض في تداعيات تشكيل الحكومة وأغلبيتها، وانتظار انعقاد هيئات الحزب المعنية لإنجاز التقييم المؤسساتي الذي لن يضير الحزب أن يرتب عليه ما قد يتطلبه من ترصيد للمكاسب أو تصحيح للاختلالات". رشيد لزرق، المتتبع للشأن الحزبي، يرى في تصريح لهسبريس أن "قواعد العدالة والتنمية بحكم تربيتهم لهم عقلية أبوية ميزتها الانضباط، وتمردهم يؤشر على حجم الاحتقان الذي سيتّسع في المرحلة القادمة، خاصة وأن المسار يفرض على العثماني طي صفحة التجاذبات السياسية"، وأضاف أن "صقور الحزب غير قادرين على الالتزام والقبول ببعض المواقف السياسية التي يلتزم بها الحزب". وأورد لزرق أن "العثماني اتبع في تدبير المفاوضات منطق أخف الأضرار. والآن يحاول تدبير المرحلة بالجمع بين الطرفين، في سعي منه إلى ضمان التهدئة وطي صفحة التجاذبات السياسية والتصريحات التحريضية التي يقوم بها بعض صقور العدالة والتنمية كرسالة سياسية مدلولها رفض تهميش بنكيران وجعله في قلب المعادلة السياسية". وتابع المحلل ذاته بالقول "وحدة التنظيم في حاجة إلى ضغط بنكيران لكي يحتوي ضغوطات القواعد ليجد العثماني مبرّرات إزاء أطراف أخرى، في إطار تقاسم الأدوار، حتى لا يخسر الحزب عددا من منخرطيه". وأشار الباحث إلى أن كل هذا يحدث "مع اتجاه العثماني إلى إحداث متغيرات مع المعارضة، خاصة الأصالة والمعاصرة، لإدراكه أن خلافات السياسيين لا تعني كثيرا الفئات الاجتماعية من عموم الناس. وفي محاولة منه للتهدئة، حتى يضمن الحزب اندماجه في اللعبة السياسية، قد يضطر إلى القضم من كتلته الانتخابية"، بتعبير لزرق.