في إطار جولة إفريقية شملت كلا من السنغالوغينيا بيساو والتي حظي فيهما وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة باستقبال رسمي من رئيسي البلدين ( السنغالي ما كي صال، الغيني عمرو سيسوكو إمبالو )، شدد الوزير المغربي على عمق العلاقات مع البلدين العضويين في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو" التي يطمح المغرب منذ سنوات الانضمام إليها. هذا سبق أن قال رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) محمد تونيس إن "انضمام المغرب إلى هذا التجمع الإقليمي سيعود بالفائدة على الجميع. وتضم المجوعة المؤثرة بالغرب الإفريقي كلا من بنين، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، ساحل العاج، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيريا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، توغو، وهي دول تربطها مع المملكة علاقات اقتصادية قوية واستراتيجية أهمها مشروع خط الأنابيب المغربي- النيجيري. ومع الزيارة الأخيرة لبوريطة لعضوي المجموعة الاقتصادية "سيدياو" ( السينغال و غينيا بيساو)، تطرح تساؤلات حول مصير انضمام المغرب لهذا التجمع الاقتصادي، وهو ما يقرأه المحلل السياسي الاستراتيجي الشرقاوي الروداني من زاوية كون الزيارة تحمل رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى مجموعة من دول غرب إفريقيا، فحواها عمق العلاقات المغربية مع هاته الدول من خلال التوجه الاستراتيجي جنوب-جنوب. وأضاف الروداني في تصريح ل" الأيام 24″ على أن المجال الجيوسياسي لدى دول غرب إفريقيا مهم للمغرب ولأمنه القومي، كما أن الزيارة الأخيرة لبوريطة إلى السينغال تأتي في إطار تأكيد عمق العلاقات مع هذا البلد الذي يترأس الاتحاد الإفريقي، وكذا في سياق زمني يأتي قبيل قمة الولاياتالمتحدة الإفريقية التي سيترأسها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي ستتطرق لقضايا تهم المغرب ودول غرب افريقيا. وأردف المحلل السياسي الاستراتيجي على أن المغرب أصبح يمتلك رؤية استراتيجية لتعزيز العمل الافريقي في ظل التحديات العالمية التي أصبحت تفرضها الحرب الروسية الأوكرانية، وكذا التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، هو ما يدفع المغرب لتطوير أجندة 2063 للقارة الإفريقية بمقاربات وترتيبات جديدة. وحول موضوع انضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا " سيدياو"، قال المتحدث ذاته إن الزيارة الأخيرة تتجاوز هذا الموضوع، لأن المغرب حاليا يتبنى مشروع التبادل التجاري الحر بإفريقيا، كما أن العلاقات المغربية مع الغرب الإفريقي محددة بمجموعة من الاتفاقيات التي تصبح في صالح المغرب وتعد أقوى من انضمام المغرب ل"سيدياو". واستطرد الروداني حديثه على أن المغرب يعد من أبرز الشركاء الاقتصاديين لمجموعة "سيدياو" ، كما تجمعه علاقات اقتصادية ثنائية مع جميع أعضائها، فضلا عن وجود مشروع استراتيجي سينهض بجميع دول المنطقة وهو أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، مشددا في الوقت ذاته أن المغرب شريك نموذجي لدول المنطقة وأن دخوله لمجموعة " سيدياو" هي مسألة وقت وترتيبات، وذلك بسبب وجود مشاطر قانونية تأخذ وقتا جد طويل قد يستغرق سنوات.