يرتقب أن يخوض المغرب المرحلة القانونية يوم 16 دجنبر الجاري من أجل تفعيل انضمامه إلى مجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية، بعد أن كان قد استكمل مرحلة الانضمام السياسية، بحصول المملكة على الموافقة المبدئية من طرف دول المجموعة، شهر يونيو الماضي، خلال القمة ال51 لرؤساء دول وحكومات مجموعة (سيدياو) بمونروفيا. موقع القناة الثانية يقدم لقرائه 5 حقائق حول رغبة المملكة المغربية في الإنضمام إلى هذه المجموعة، التي تأسست رسميا عام 1975 إثر معاهدة لاغوس بنجيريا والتي عدلت في كوتونو عام 1993. 1 – سيداو.. سوق ضخم ب 340 مليون مستهلك تضم مجموعة سيداو 15 دولة وهي بنين، بوركينا فاصو، الرأس الأخضر، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، كوت ديفوار، ليبريا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، الطوغو. وتغطي هذه الدول مساحة إجمالية تقدر ب 5 ملايين و 100 ألف كيلومتر مربع. وبانضمام المغرب إلى هذا التكثل الاقتصادي، سوف تُفتح أمامه أبواب سوق ضخم ب 340 مليون مستهلك. ويرتقب أن يرتفع هذا الرقم إلى 600 مليون في أفق سنة 2050. وستعني عضوية كاملة للمغرب في مجموعة إيكوواس دخول المملكة إلى هذه السوق الحرة بدون شروط، إذ أن المجموعة توفر اتفاقات إقليمية موحدة للدول الأعضاء تشمل حرية تنقل الأشخاص واعتماد رسوم جمركية موحدة بالنسبة إلى التجارة الخارجية مطبقة على السلع المستوردة من خارج الاتحاد. 2 – المغرب.. المستثمر الأول في منطقة غرب إفريقيا يعد المغرب اليوم المستثمر الأول في هذه المنطقة حيث يتركز ما يناهز ثلثي الاستثمارات الأجنبية الخارجية للمملكة في منطقة غرب إفريقيا، وتعد المملكة ثاني أكبر مستثمر في القارة الإفريقية ككل، بعد حتوب إفريقيا. وإن تمّ قبول انضمام المغرب لهذه المجموعة الإفريقية، سيكون ثاني أكبر اقتصاد فيها بعد نيجيريا، التي ينجز معها مشروعًا ضخمًا لمد أنبوب الغاز إلى البحر الأبيض المتوسط، تستفيد منه الدول الأعضاء في مجال الطاقة الكهربائية والاندماج الصناعي الإقليمي. 3 – علاقات ممتازة مع بلدان المجموعة تربط المملكة المغربية علاقات ممتازة مع كل البلدان الخمسة عشر، التي تتشكل منها مجموعة سيداو. هذه العلاقات تعكسها الزيارات التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى بلدان المنطقة. ووفق وزير الخارجية ناصر بوريطة، فإن جلالة الملك محمد السادس أجرى أكثر من 25 زيارة لدول مجموعة (سيدياو) منذ سنة 2001، تم خلال توقيع أزيد من 600 اتفاق مع هذه الدول. علاوة على ذلك، يقيم المغرب علاقات مؤسساتية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، من خلال صفته كملاحظ، التي حظي بها منذ عدة سنوات، والتي خلالها شارك في عدة اجتماعات للمنظمة وساهم في أنشطتها، وقاد جهود الوساطة من أجل حل النزاعات في المنطقة، خصوصا بين بلدان نهر مانو؛ وساهم في حل الأزمة المؤسساتية الخطيرة التي عرفتها غينيا ما بين 2009-2010 ، كما عمل على استقرار الأوضاع بغينيا بيساو وفي كوت ديفوار. وبفضل هذه الجهود، أصبح المغرب عضوا أساسيا وضروري في عمليات حفظ السلام والاستقرار بالمنطقة. 4 – المغرب يبحث عن حلفاء جدد ينتمي المغرب لاتحاد المغرب العربي. لكن بسبب انشقاقات اقتصادية وسياسية، لاسيما بين المغرب والجزائر تبقى هذه المجموعة جامدة. فمنذ عام 2008 لم تُنظم اجتماعات كبيرة للدول الأعضاء. ويطرأ بعض الفتور على العلاقات التجارية للمغرب مع أهم شريك يتمثل في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي وجب البحث عن حلفاء وأسواق جديدة للمنتجات المغربية. ودول مجموعة سيداو بسكانها الذين يصل عددهم إلى 340 مليون نسمة ستكون شريكا مرغوبا فيه. ويرى خبير الشؤون الإفريقية، كريستوف كانينغيسر أن "المغرب يتبع استراتيجية سياسية مزدوجة. فمن ناحية يبحث البلد الواقع في شمال إفريقيا عن علاقة مميزة مع أوروبا، ومن ناحية أخرى يقوي اندماجه في القارة الإفريقية." ويضيف: "المغرب يدرك أن القارة الإفريقية، لاسيما غربيها تعد مناطق نمو. وهم يأملون في الحصول على فوائد اقتصادية، لكن أيضا ممارسة تأثير سياسي متزايد في القارة". 5 – نيجيريون متخوفون من أخذ المغرب الزعامة منهم بعد الإنضمام الطموح المغربي بالانضمام إلى المجموعة يصطدم برفض حاد من قبل بعض الأطراف بنيجيريا، التي تعد العضو الأقوى اقتصاديا في مجموعة سيداو. وتشكل نيجيريا حاليا أكثر من ثلثي القوة الاقتصادية للمجموعة. وسيكون المغرب اقتصاديا ثاني أقوى بلد بمردودية اقتصادية أكبر من غانا وساحل العاج والسنغالومالي مجتمعة.