ماذا تخفي الجامعة في جعبتها وهي تحمي عقد مدرب، رحيله أضحى بالنسبة لكثيرين أشبه بانتصار في مقابلة حاسمة؟، ماذا تنظر فيه الجامعة ولا يرقبه المغاربة؟، أ حقق أشياء عجز عنها البقية؟، هل المردود المقدم يوازي الطموح والميزانية المرصودة؟..أسئلة كثيرة تلقي برأسها كلما أتى الحديث عن بقاء أو رحيل مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وحيد خاليلوزيتش. ومنذ الإقصاء المر أمام مصر في كأس أمم إفريقيا، مارست الجماهير المغربية ضغطا كبيرا على المدرب ورئيس الجامعة لدفعه لفسخ عقد الرجل، وما زاد في حدة المطالب خلافاته الكثيرة مع اللاعبين، وتشبته برأيه القاضي يإبعاد اللاعبين على غرار نصير مزراوي وحكيم زياش و عبد الرزاق حمدالله واخرين، علاوة عما وصفها كثيرون بالإساءة للجماهير في تصريحات وخطابات متكررة.
الإنفصال عن وحيد ممكن!
وعن إمكانية فك الإرتباط بالمدرب وحيد خاليلوزيتش، يقول فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية، أنه "عندما يحين وقت القرار لذلك سيفعل"، معتبرا أنه "لا يوجد شيء ثابت ولايمكننا القول اليوم أن المدرب لا يمكن المساس به في الهيكل التنظيمي للمنتخب المغربي"، فكل شيء مضبوط والأهم يؤكد المتحدث "أننا مؤهلون".
وأضاف لقجع في مقابلته يوم أمس، مع صفحة soccer 12، على موقع "تويتر" أن للمدرب كل الدعم ومصير المنتخب المغربي غير مرتبط بشخص معين، والعمل دائما ينصب على اختيار الأفضل للنخبة الوطنية وتوفير ظروف اشتغال أحسن، وامتلاك هيكل فني جيد يساعد في الخيارات الفنية لإسعاد المغاربة.
العقد شريعة المتعاقدين..
حين قدم رئيس جامعة الكرة، مدرب الأسود وحيد خاليلوزيتش لوسائل الإعلام والجماهير المغربية، أوضح أن الأهداف التي تم الاتفاق عليها مع المدرب الجديد تتمثل في التأهل إلى نصف نهاية كأس إفريقيا المقبلة التي ستحتضنها الكاميرون، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها قطر سنة 2022.
ومن بنود العقد مع وحيد، هو الفوز بلقب كأس إفريقيا للأمم لسنة 2023 التي ستقام بساحل العاج. وأشار حينها،فوزي لقجع أن عدم تحقيق هذه الأهداف سيخول الجامعة الملكية المغربة لكرة القدم إلغاء العقد الذي يجمعها بوحيد خليلوزيتش. ويحصل وحيد خاليلوزيتش على راتب يبلغ 80 مليون سنتيم.
رجل صدامي
وذكر المتتبعون أن وحيد خاليلوزيتش، يحب الاصطدام مع نجوم المنتخبات، لافتين الانتباه إل.ى إقالته من تدريب المنتخب "الإفواري"، رغم التأهل إل.ى نهائيات كأس العالم سنة 2010، بسبب خلافاته مع "ديدييه دروغبا" و"يحيى توري" وآخرين.
وفيما أشاروا إلى خلافاته مع "رياض محرز" بالمنتخب الجزائري، ذكروا ف.ي السيّاق ذاته، إقالته أيضا من تدريب المنتخب الياباني، رغم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، بسبب خلافاته مع "كيسوكي هوندا" و"شينجي كاغاوا" وغيرهم.
وربط المتتبعون خلافات خاليلوزيتش مع نجوم المنتخبات، بعدم قدرته عل.ى التواصل معهم، وضبطهم، فيما ربط آخرون الأمر باحتمال أن يكون يُعاني من مشكلة نفسية تُجاه النجوم.
لمسة غائبة
ومن جانب آخر، يرى المتتبعون أن خاليلوزيتش لم تكن له أي إضافة نوعية للمنتخب، مشرين إل.ى أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم، جاء بفضل تواجد المنتخب المغربي ف.ي مجموعة "سهلة" من جهة، وبكون جميع المباريات لعبت بالمغرب من جهة ثانية.
وأوضح المتتبعون أن اللعب داخل الميدان، ليس كالل.عب بخارج الميدان، ممّا يعني أن التأهل إلى كأس العالم ليس إنجازا حقيقياً للمدرب، بل لبعض اللاعبين والجماهير التي دعمت المنتخب.
وفي هذا السيّاق، لفتوا الانتباه إلى نتائج المنتخب، خلال مشاركته في كأس إفريقيا بالكاميرون، في يناير المنصرم (2022)، مُعتبرين إياها نتائجاً عادية، وتُعبّر عن حقيقة المنتخب بقيادة خاليلوزيتش، وبأنها نتائجا غير مفرحة، ولم تُرضي الجماهير المغربية.
ويرون أن السبب في تلك النتائج المخيّبة لتطلعات الجماهير المغربية، هو تعنت المدرب، واستبعاده لعدد من اللاعبين الرئيسيين داخل المنتخب، بالإضافة إلى عدم ثباته على تشكيلة واحدة، حيث يُغيّر باستمرار توليفة الفريق.
"سباب للمغاربة"
وحول المبّررات الأبرز التي تستوجب إقالة خاليلوزيتش، لفت المتتبعون إلى أنه أساء في عدد من التصريحات الإعلامية إلى المغاربة، وإلى تاريخ المنتخب المغربي.
وكان آخر الإساءات، هو احتمالية "التفوّه بكلمات بذيئة" تُجاه الجماهير المغربية، بعدما انتهت مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الكونغولي ضمن إياب الجولة الثالثة المؤهلة لكأس العالم، يوم الثلاثاء ال29 من مارس الماضي.
وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يُبيّن خاليلوزيتش، وهو يُلوّح بيده نحو الجماهير بالمركب الرياضي محمّد الخامس، متفوّها بكلمات، قِيل، إنها: Sales Connardes.. Merde.