أكد وزير شؤون رئاسة الحكومة الإسبانية، فيليكس بولانيوس، أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس بيدرو سانشيز إلى المغرب في "الأيام المقبلة" ستؤتي "ثمار" ملموسة للعلاقة الجديدة بين البلدين، وستضع نهاية لأسوأ أزمة دبلوماسية عرفها البلدان، منذ عقود. وأوضح بولانيوس، في حوار خص به يومية "لا فيرداد" الإسبانية، أن "زيارة بيدرو سانشيز المنتظرة إلى المغرب هي "رحلة مهمة جدا" وثمار هذه العلاقة الجديدة التي تريد إسبانيا إقامتها مع المغرب "ستبدأ بالظهور".
وأضاف بولانيوس أن الحكومة "تحاول ضمان الاستقرار" الضروري للتنمية والنمو الاقتصادي والازدهار ، مشيرًا إلى أن رئيس سبتة، خوان خيسوس فيفاس، "يرحب بالعلاقة الجديدة مع المغرب".
وسيتوجه رئيس الحكومة الإسبانية إلى الرباط "في الأيام المقبلة" برفقة وزير خارجيته خوسيه مانويل البارس الذي ألغى الخميس رحلته إلى المملكة التي كانت مقررة مبدئيا الجمعة الماضية، بعد محادثات هاتفية بين الملك محمد السادس وسانشيز،
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب قرار إسبانيا دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء .
ويوم 18 مارس الماضي، كان ربيع آخر يُعلن انطلاقته في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، بشّر به بيان صادر عن الديوان الملكي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتبر فيها الأخير أن مبادرة «الحكم الذاتي» المغربية المقترحة للصحراء «بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف». بعدها أعلنت الحكومة الإسبانية عن «مرحلة جديدة في العلاقة مع المغرب» بعد نحو عام من نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين مُرتبطة بقضية الصحراء المغربية.
ويرتقب خلال هذه الزيارة التي سيقوم بها سانشيز إلى المغرب، عقد القمة العليا المشتركة بين البلدين، التي كانت قد تأجلت بسبب ظروف فيروس كورونا العام الماضي، وأيضا بسبب أزمة استقبال زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا.
وفضلا عن تغيير الموقف الاسباني من قضية الصحراء المغربية يرتبط البلدان بعدة قضايا مشتركة أبرزها محاربة الهجرة غير النظامية. فالمغرب معبر رئيسي للمهاجرين، القادمين غالبا من بلدان إفريقية بعيدة، باتجاه اسبانيا القارية عبر المتوسط أو جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي فضلا عن سبتة ومليلية المحتلتين.
كما ينتظر أن يؤدي تطبيع العلاقات بين الجارين إلى إعادة فتح الخطوط البحرية بينهما، علما أن موانئ اسبانيا الجنوبية ممر رئيسي للمهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا في رحلات عودتهم إلى بلادهم خلال العطل الصيفية. وهي الرحلات التي استثنى منها المغرب الموانئ الاسبانية الصيف الماضي، في ظل الأزمة بين البلدين.