في سياق التطورات التي تعرفها العلاقات بين الرباطومدريد، ينتظر أن يقوم بيدرو ساشنيز، بزيارة رسمية إلى المغرب، خلال شهر رمضان الكريم، بعد عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية بعد رسالة رئيس حكومة إسبانيا، إلى الملك محمد السادس، والتي أكد فيها تأييد بلاده لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وأعقبتها بعد ذلك، مكالمة هاتفية أجراها الملك مع سانشيز. وفي شهر مارس، أنهت مدريدوالرباط أزمة دبلوماسية كبيرة امتدت نحو عام بعد تغيير موقف إسبانيا من ملف الصحراء المغربية، التي بعد أن التزمت الحياد لعقود، أعلنت دعمها خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، معتبرة أنها "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" في الصحراء المغربية.
وقالت صحيفة "إلياييس الإسبانية، إنه على الرغم من أن موعد زيارة بيدرو سانشيز للمغرب، لم يتم الإعلان عنه بعد، فإن مصادرها التي تواصلت معها، أشارت أن رئيس الحكومة الإسبانية سيزور الرباط على الأرجح في الأسبوع المقبل، بعد بداية شهر رمضان في نهاية هذا الأسبوع.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، وفق نفس المصادر الديلوماسية، أن رئيس الوزراء الإسباني، سيلتقي الملك محمد السادس في حفل إفطار سينظم على شرفه كضيف بالمملكة المغربية، وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وعقب المكالمة الهاتفية التي جمعت الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية، أفادت مصادر دبلوماسية أنه تم إلغاء لقاء كان مقررا الجمعة في الرباط بين وزير الخارجية الإسباني ونظيره المغربي على أن يعقد الاجتماع على هامش زيارة رسمية للمغرب يقوم بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "في موعد وشيك جدا".
وزيارة خوسيه مانويل ألباريس للرباط كانت تندرج في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين اثر تغيير إسبانيا موقفها حيال ملف الصحراء المغربية.
وأضافت المصادر "أن دعوة الملك محمد السادس تتضمن حضور وزير الخارجية ضمن الوفد الإسباني. ولهذا السبب تقرر أن الاجتماع الذي كان مقررا عقده (الجمعة) في الرباط بين وزيري الخارجية سيتم في إطار الزيارة المقبلة لرئيس الحكومة".
وفي الرباط أوضحت مصادر مطلعة على الملف إن المغرب أراد، بتأجيل زيارة ألباريس الجمعة، أن يكون إستئناف علاقاته مع جارته الشمالية على مستوى أعلى بحضور رئيس الوزراء الاسباني.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن وزير خارجية إسبانيا، سيرافق رئيس الحكومة بيدرو سانشيز خلال زيارته الرسمية المرتقبة للمغرب، ولهذا قرر إلغاء زيارة يوم الجمعة.
ويرتقب خلال هذه الزيارة التي سيقوم بها سانشيز إلى المغرب، عقد القمة العليا المشتركة بين البلدين، التي كانت قد تأجلت بسبب ظروف فيروس كورونا العام الماضي، وأيضا بسبب أزمة استقبال زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا.
وفضلا عن تغيير الموقف الاسباني من قضية الصحراء المغربية يرتبط البلدان بعدة قضايا مشتركة أبرزها محاربة الهجرة غير النظامية. فالمغرب معبر رئيسي للمهاجرين، القادمين غالبا من بلدان إفريقية بعيدة، باتجاه اسبانيا القارية عبر المتوسط أو جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي فضلا عن سبتة ومليلية المحتلتين.
كما ينتظر أن يؤدي تطبيع العلاقات بين الجارين إلى إعادة فتح الخطوط البحرية بينهما، علما أن موانئ اسبانيا الجنوبية ممر رئيسي للمهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا في رحلات عودتهم إلى بلادهم خلال العطل الصيفية. وهي الرحلات التي استثنى منها المغرب الموانئ الاسبانية الصيف الماضي، في ظل الأزمة بين البلدين.