في لقاء خاص جمع أشرس معارضي الحسن الثاني، الراحل الفقيه البصري الذي حمل في سجله ثلاثة إعدامات وسجن مؤبد، ببعض الأوفياء والاتحاديين القدامى وضمنهم الفاعل المدني الذي لازمه أحمد ويحمان متزعم حركة مناهضة التطبيع، بعد عودته من المنفى الطويل عام 1995، أكد الفقيه البصري أن من كان مقصودا بالاختطاف والاغتيال بباريس، وفق السيناريو المعد من قبل الخاطفين، لم يكن في البداية المهدي بن بركة، ولكن هو شخصيا. وذكر الناطق الرسمي باسم المقاومة وجيش التحرير الراحل ومخطط أكثر من محاولة انقلابية ضد الملك الحسن الثاني، أن بعض المستجدات على المستوى الدولي كانت وراء تغيير المخططين خطتهم في آخر لحظة للشروع في العملية.. فكان ما وقع لابن بركة بمقهى ليب واغتياله. وفي اتصال لموقع"الأيام 24" بأحمد ويحمان للتأكد من مدى صحة هذه الرواية، أكد هذا الأخير أن الفقيه البصري سبق أن حدثه في هذا الشأن وأنه فعلا كان المستهدف من الاختطاف الذي أصبح ضحيته الشهيد المهدي بن بركة في أكتوبر 1965. وبشأن المقصود بالمستجدات الدولية أوضح ويحمان "أن اختيار المهدي بن بركة من طرف زعماء حركة عدم الانحياز المهدي بنبركة رئيسا للجنة التحضيرية لمؤتمر القارات الثلاث المقرر عقده، على بعد أسابيع من اختطافه بهافانا، هو الذي قدم بنبركة إلى المرتبة الأولى في ترتيب أولويات التصفيات عند أكثر من جهاز استخباري للدول الاستعمارية الكبرى والكيان الصهيوني المتضررين من مثل هذه التظاهرات الدولية الثورية الكبرى". أما سبب استهداف النظام له، أحال ويحمان إلى معنى وخلفيات الإعدامات الثلاثة الصادرة في حقه ولماذا سماه أحمد رضا كديرة وزير الداخلية ومستشار والصديق الأقرب إلى الملك الحسن الثاني في الجريدة التي كان يديرها، بألا حل لمعضلة الاستقرار بالمغرب إلا سحق رأس الثعبان ويقصد الفقيه البصري، ثم التأمل في عدم تنفيذ تلك الإعدامات. وقبل انتفاضة 23 مارس 1965 سعى النظام إلى تصفيته، وكان سينفذ في حقه حكم الإعدام الذي تكلف بالإشراف عليه الدكتور عبد الكريم الخطيب، إذ تم حمله ذات يوم عند الفجر في اتجاه مكان التنفيذ (وسط ثكنة عسكرية خلف الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط على ساحل المحيط الأطلسي)، وبشارع إبراهيم الروداني على بعد أمتار من مكان إعدامه هناك وبينما عاد الكوميسير حاملا كأس ماء للفقيه البصري الذي طلبه بإلحاح نظرا لعطشه الشديد، صاح صوت آمر من جهاز الاتصال اللاسلكي "رجّْعوه .."، بحيث قيل بعد ذلك أن صديقه وزير الداخلية بعيد الاستقلال و مدير الديوان الملكي المناضل الوطني ادريس المحمدي وتدخلات أخرى من جهات نافدة، ومنهم الأمير عبد الله أفلحت في إيقاف عملية تصفية الفقيه البصري.. وأضاف ويحمان في تصريحه لموقع "الأيام 24": "من يومها تم إطلاق سراح المرحوم البصري على أساس التفكير في تصفيته خارج المغرب". ويختم ويحمان بقوله: "هذا ما حكى لي الفقيه البصري رحمه الله، بشأن المخطط الذي استهدف رفيقه، الرمز الأممي بن بركة وأنه كان هو المقصود به، بعد الإفراج عنه بعيد الانتفاضة الشعبية الشهيرة ل 23 مارس 1965 قبل تحويله تفاصيل هذا المخطط في عملية " بويا بشير ؟" اتجاه المهدي بن بركة بعد تدخل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. وهناك دلائل قوية -يقول ويحمان- تؤكد هذه العملية، فقد كان خال المناضل البرلماني ومدير جريدة "البلاغ" المرحوم محمد بن يحيى، المقاوم المعروف ب "الداحوس الكبير" والمشهور ب "مول البراد" الذي سيصبح "صديقا" للملك الراحل الحسن الثاني هو المتتبع لتفاصيل عملية اختطاف البصري، وكان على علاقة تجارية منذ أيام المقاومة للاستعمار الفرنسي، بالكومسير لوبيز المتورط الأساسي في عملية "بويا بشير" الذي وضع كل تفاصيل اختطاف بن بركة "، و الذي لم يدرك أن هذه العلاقات بينه وبين "الداحوس الكبير" ليست تجارية بحتة كما كان يظن و إنما هي في حقيقة الأمر تجارية/ استخبارية لفائدة المقاومة التي كان ينسقها القائد محمد الفقيه البصري وأن شريكه في "البيزنيس" هو أحد رجالات المقاومة الأساسيين المرتبطين مباشرة بالفقيه".