أعلن الكاتب المغربي الطاهر بنجلون شفاءه من فيروس كورونا، بعد أن تكتم عن إصابته بالمرض في بداياته. وقال بنجلون المقيم في فرنسا في رسالة تحت عنوان” رسالة إلى الصديق البعيد”، بأنه قلق كثيرا على صحته بعد إصابته بالفيروس إلا أنه تمكن من التغلب عليه بالأمل وحب الحياة. وقال بنجلون “منذ أن حُجرنا، كل واحد في بلاد، أشعر بأن الوقت الذي كان يجمعنا، يفصل بيننا الآن. ولئن انقطعت أخباري خلال أسبوعين، فلأنني كنت قد أصبت بالعدوى، وإني الآن لسعيد في أن أعلن لك أنني شفيت”. وأضاف ” كان صمتي مجبولاً بالقلق والأمل، ولم أشأ أن أضفي مزيداً من الاضطراب على الكرب الذي كنت تعيشه ، بدأت العدوى كحال رشح بسيط، ألم في الرأس، فقدان حاسّتي الشم والمذاق، ثم حل عليّ تعب مضن. عزلت نفسي في البيت، لم أخرج بتاتاً، لم أر أحداً، ورحت أنتظر. اتصلت بأصدقائنا المشتركين لأعلمهم بأن العيد، كل الأعياد أجّلت. عشت أوقاتاً من العزلة الشديدة، وخلالها حاولت جاهداً ألا أرى صورتي في المستقبل. لكنني تمكنت عبر المثابرة، من أن أتعلق بالفرح، بفكرة السعادة، بالأوقات الرائعة التي حملتنا نحو صداقة جميلة”. وتابع بالقول “الفن، الجمال، الصداقة، هذه كلها ساعدتني في القضاء على هاجس الموت. نعم، أعترف بأنني شعرت بالموت يطوف حول البيت. لكنني قاومت متمسكاً بطقوس حياتي”. وخلص بنجلون بالقول أنه “منذ أن شفيت، أشعر بأن هذه التجربة منحتني طاقة جديدة، إنني حي، وكما تعلم، أنني أحب الحياة.. سأضع كفوفاً وكمامة قبل أن أذهب لشراء حاجياتي الصغيرة..”