نشر الكاتب المغربي الطاهر بن جلون شهادته بعد تعافيه من فيروس كورونا في مقال له بالفرنسية على موقع "فرانس أنتير"، بعد أن غاب لفترة أسبوعين في الحجر الصحي، تمكن خلالهما من معايشة تجربة زاخمة بالقراءة وتأمل الماضي ومراودة الزمن الذى بدا وكأنه توقف عند لحظة حاسمة. أخبر الطاهر بن جلون قراءة تفاصيل تجربته التي ظهرت في صياغاتها وكأنها نص أدبي باهر انتزعه من قلب عتمة المرض، كما حاول الطاهر بن جلون كسر العزلة بالسفر إلى تونس والمغرب عبر الروايات، يقول في شهادته؛ إنه سافر خلال فترة العزل إلى تونس على أجنحة شارلي باركر من خلال روايته "ليل في تونس"، ثم انطلق إلى طنجة مع رسومات الفنان الفرنسي هنري ماتيس التي سمحت له برؤية طنجة عام 1912 وكأنها الفردوس كما رسمها في لوحة "المغاربة". ووصف الطاهر بن جلون بدايات زيارة أعراض كورونا له؛ "بدأت العدوى برشح، ثم ألم في الرأس، وفقدان حاسّتي الشم والتوق، ثم تعب شديد"، ويصف "بن جلون" فترة العزلة الصحية بغير المناسبة للكتابة، يقول: كانت فترة استعادة الذكريات بجدارة، ذكريات زمن خلو البال. بعد شفاء الطاهر بن جلون من كورونا أعلن في رسالته أنه ممتن لأن الحياة منحته التعافي وفرصة جديدة للحياة، وطاقة جديدة؛ "منذ أن شفيت، أشعر بأن هذه التجربة منحتني طاقة جديدة، إنني حي، وكما تعلم، أنني أحب الحياة. أنظر إلى السماء والشمس بطريقة أخرى، إنني أشد انتباهًا إلى زقزقة العصافير، وإلى صحة الآخرين، إلى أقاربي وإلى جيراني أيضًا. سأضع كفوفًا وكمامة قبل أن أذهب لشراء حاجياتي الصغيرة، وسأمر على جارتي في الطابق الثاني، المسنّة جدًا، التي تحيا وحيدة، وآخذ منها لائحة مشترياتها. ثم سأنتظر أن تُفتح الحدود كي نلتقي معًا". جدير بالذكر أن الروائي الطاهر بن جلون، يعيش بين باريس والمغرب، وينتمي إلى الجيل الثاني من الكتّاب المغاربة الفرنكوفونيين، حاز على جائزة غونكور الفرنسية عن روايته "ليلة القدر"، وهو أيضا ناقد وباحث في علم الاجتماع، كتب لسنوات في جريدة "لوموند" الفرنسية، وترجمت أعماله إلى لغات عدة، ومن أعماله: "تلك العتمة الباهرة"، "أقصى درجات العزلة"، "حرودة"، "طفل الرمال"، "يوم صامت في طنجة"، "الغياب المبهر للضوء".