ينظم المعهد الثقافي الفرنسي بالدار البيضاء خلال شهر نونبر الجاري، سلسلة لقاءات مع الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، ستكون مناسبة لتعزيز معارف القراء والحوار مع الكاتب حول أهم مؤلفاته ومساره الإبداعي. وسيقوم بتنشيط اللقاء الأول الذي ستحتضنه دار الفنون يوم عاشر نونبر الجاري الباحث قاسم باسفاو، إذ سيتم تسليط الضوء على إسهامات الطاهر بن جلون الفائز بجائزة غونكور سنة 1987 عن روايته "ليلة القدر"، في الشعر والرواية والكتابة الصحفية. كما سيتم تبادل الآراء حول كتاباته التي تناولت موضوعات متعددة من أبرزها المشاكل التي يواجهها المهاجرون خاصة العنصرية، وهي المواضيع التي استلهما من تجاربه الشخصية. وهكذا، فقد حاول في كتاب "تفسير العنصرية لابنتي"، الذي تصدر مبيعات الكتب في أوروبا، الإجابة عن أسئلة تؤرق ابنته ذات العشر سنوات حول العنصرية، ويعرف من خلاله "مفهوم العنصرية" في قالب بسيط، واصفاَ إياهم بأنهم أناس "يعانون من أزمة نفسية عميقة ويخشون من كل من يختلف عنهم" وأنهى الكاتب بمجموعة من الوصايا لابنته. كما سيكون الجمهور على موعد مع لقاء آخر في 11 نونبر الجاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني، سيتم خلاله التطرق للصداقة التي جمعت بين الطاهر بن جلون وجان جينيه، ومناقشة كتاب "جان جينيه، الكاذب السامي" الذي يعتبر سيرة مخصصة لأهم النقاشات السياسية والثقافية خلال سنوات الثمانينات، فضلاَ عن قراءة لمسرحية "بيكيت وجينيه، شاي في طنجة". يذكر أن الكاتب الفرنسي جان جينييه المفتون بالمغرب ، دفن بالمقبرة المسيحية بها أيضا. أما الطاهر بن جلون الذي ولد في فاس عام 1944، وانتقل إلى طنجة مع أسرته عام 1955، حيث التحق بمدرسة فرنسية، ثم درس الفلسفة في الرباط، فقد غادر المغرب صوب فرنسا حيث حصل على شهادة عليا في علم النفس. وبدأت مسيرته في الكتابة بعد فترة قصيرة من وصوله إلى باريس، حيث عمل كاتباَ مستقلاَ لصحيفة "لوموند" وبدأ ينشر الشعر. ومن بين أهم مؤلفاته، بالإضافة إلى "ليلة القدر"، "طفل الرمال" و"هلوسات على جدران الوحدة" و"تلك العتمة الباهرة" و"ليلة الغلطة" و"عن أمي". وفاز الطاهر بن جلون بالعديد من الجوائز منها جائزة الأركانة العالمية 2010 التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، التي كتبت لجنة تحكيمها تبريراَ لمنحها لهذا المؤلف "بالشعر بَدَأ الطاهر بن جلون الكتابة قبل أن تقوده إلى السرد، ولكن من غير أن يتنكر لفتنة البداية الشعرية ووعودها". وأضافت هكذا أتاحت له الكتابة، على مدى قرابة نصف قرن، إقامة خَصيبَة بين شكلين إبداعيين، عرف الطاهر بن جلون كيف يدير حوار سرياَ بينهما بما يقوي وشائجهما، في ممارسته النصية، ويجعل كلا منهما يتغذى من الآخر.